responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 124

يكن رجوع الشمس نافعا و أنه لا يتجدد الوقت لما ردّها عليه، فكذلك يكون إحياء أبوي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و قد قبل اللَّه تعالى إيمان قوم يونس و توبتهم مع تلبّسهم بالعذاب كما هو أحد الأقوال و هو ظاهر القرآن.

و أما الجواب عن الآية فيكون ذلك قبل إيمانهما و كونهما في العذاب. انتهى كلام القرطبي. و نقله الحافظ في شرح الدّرر ملخّصا له. و أقرّه.

قال الشيخ (رحمه اللّه): استدلاله على عدم تجدّد الوقت بقصة رجوع الشمس في غاية الحسن و لهذا حكم بكون الصلاة أداء و إلا لم يكن لرجوعها فائدة إذ كان يصح قضاء العصر بعد الغروب. قال: و قد ظفرت باستدلال أوضح منه، و هو ما ورد أن أصحاب الكهف يبعثون آخر الزمان و يحجّون و يكونون من هذه الأمة تشريفا لهم بذلك.

و ورد عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما مرفوعا: أصحاب الكهف أعوان المهدي.

رواه ابن مردويه في التفسير. فقد اعتدّ بما يفعله أصحاب الكهف بعد حياتهم عن الموت. و لا بدع في أن يكون اللَّه تعالى كتب لأبوي النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرا ثم قبضهما قبل استيفائه ثم أعادهما لاستيفاء تلك اللحظة الباقية و آمنا فيها فيعتدّ به و يكون تأخير تلك البقية بالمدة الفاصلة بينهما لاستدراك الإيمان، من جملة ما أكرم اللَّه بها نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم)، كما أن تأخير أصحاب الكهف هذه المدة من جملة ما أكرموا به، فيحوزون شرف الدخول في هذه الأمة.

و أما حديث:

«ليت شعري ما فعل أبواي»

فإنه معضل ضعيف لا تقوم به حجة.

و قال الحافظ ابن سيّد الناس في «العيون» بعد أن ذكر أنه روى أن اللَّه تعالى أحيا أبويه فآمنا به قال: و هو مخالف لما

أخرجه أحمد عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول اللَّه أين أمي؟ قال: أمك في النار. قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: أما ترضى أن تكون أمك مع أمي.

قال: و ذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حاصله: أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يزل راقيا في المقامات السنية صاعدا إلى الدرجات العليّة إلى أن قبض اللَّه روحه الطاهرة لديه و أزلفه بما خصّه به لديه من كرامة القدوم عليه، فمن الجائز أن تكون هذه كرامة حصلت له (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد أن لم تكن و أن يكون الإحياء و الإيمان متأخرا عن تلك الأحاديث، فلا تعارض.

انتهى.

فصل في الكلام على أحاديث النهي عن استغفار النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لأبويه.

حديث أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «ليت شعري ما فعل أبواي» فنزل‌ إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ‌ فما ذكرهما حتى توفاه اللَّه. و رواه ابن جرير و غيره‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست