الباب الثالث و العشرون في معرفة الذين كانت صفات أجسادهم تقرب من صفات جسده (صلّى اللّه عليه و سلم)
و هم: آدم أبو البشر (صلّى اللّه عليه و سلم). ذكره صاحب «استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول و ذوي الشّرف».
و إبراهيم نبيّ اللَّه و رسوله و خليله (صلّى اللّه عليه و سلم): جاء في غير ما حديث صحيح أنه كان يشبهه (صلّى اللّه عليه و سلم).
و من أمّته: أبو محمد الحسن و أبو عبد الله الحسين ابنا عليّ رضي اللَّه تعالى عنهم.
روى البخاري عن ابن سيرين عن أنس قال: كان الحسن بن علي أشبههم برسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم).
و روى البخاري أيضا عن الزّهري عن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من الحسين بن علي. و في لفظ لغيره: كان أشبههم وجها بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم).
قال الحافظ: قوله أشبههم أي أشبه أهل البيت. و قول أنس في رواية ابن سيرين يعارض قوله في رواية الزهري. و يمكن الجمع بأن يكون أنس قال ما قال في رواية الزهري في حياة الحسن لأنه كان يومئذ أشدّ شبها بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من أخيه الحسين. و أما ما وقع في رواية ابن سيرين فكان بعد ذلك كما هو ظاهر من سياقه و المراد: من فضّل عليه الحسين في الشّبه كان من عبد الحسن. و يحتمل أن يكون كل منهما كان أشد شبها به في بعض أعضائه فقد
روى الترمذي و ابن حبّان من طريق هانئ بن هانئ عن عليّ قال: الحسن أشبه برسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما بين الرأس إلى الصدر، و الحسين أشبه بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) ما كان أسفل من ذلك.
و في رواية عن أنس: كان الحسن أشبههم وجها.
و هو يؤيّد حديث علي انتهى.
و أمّ الحسن، السيدة فاطمة الزهراء أمهما رضي اللَّه تعالى عنهم.
و أخوها إبراهيم ابن سيد الخلائق (صلّى اللّه عليه و سلم).
روى الخرائطي في «اعتلال القلوب» عن عبد الله بن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) دخل على مارية و هي حامل منه بإبراهيم فذكر حديثا فيه أن جبريل (صلّى اللّه عليه و سلم) بشّره أنه أشبه الخلق به.
و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ابن عم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في صحيح البخاري أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال له: أشبهت خلقي و خلقي [1].
[1] أخرجه البخاري 3/ 242 و الترمذي (3765) و أحمد في المسند 1/ 98 و البيهقي في السنن 8/ 5 و الحاكم 3/ 120 و عبد الرزاق (20394).