إنّ الرسول شهاب ثم يتبعه* * * نور مضيء له فضل على الشّهب
«الشّهم»:
بفتح أوله و كسر ثانيه: السيد النافذ الحكم.
«الشّهيد»:
العليم أو العدل المزكي. قال تعالى: وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً أي معدلا مزكّيا.
روى البخاري من حديث عقبة بن عامر رضي اللّه تعالى عنه أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: «أنا فرطكم و أنا شهيد عليكم»
و هو من أسمائه تعالى و معناه أنه الذي لا يغيب عنه شيء.
قال ابن الأثير: و هو فعيل من أبنية المبالغة في فاعل و إذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم فإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، أو إلى الظاهر فهو الشهيد. انتهى فكل شهيد و خبير عليم و لا عكس.
و قيل هو الشاهد يوم القيامة بما علم.
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): يدعى نوح يوم القيامة فيقال: هل بلّغت فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال: هل بلّغكم فيقولون: ما أتانا من نذير و ما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد و أمته.
فذلك قوله تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً [2] وَسَطاً الآية. و الوسط العدل. و لهذا مزيد بيان يأتي إن شاء اللّه تعالى في الخصائص و اللّه تعالى أعلم.
حرف الصاد
«الصابر»:
اسم فاعل من الصبر، و هو حبس النفس عن الجزع و إمساكها في الضيق و الفزع. و قال في الإحياء: هو ثبات باعث الدين على مقاومة باعث الهوى. و في رسالة الأستاذ أبي القاسم القشيري (رحمه اللّه تعالى): الصبر إما على مكتسب للعبد و إما على غيره فالأول الصبر على ما أمر اللّه تعالى به و عما نهى عنه. و الثاني: الصبر على مقاساة ما يتصل به من حكم اللّه لما فيه من مشقة. و قال الجنيد: هو تجرّع المرارة من غير تعبيس و قال ابن عطاء: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
و قال الجريدي: ألّا يفرق بين حال النعمة و المحنة مع سكون الخاطر فيهما. و قيل: هو ترك الشكوى إلى العباد، فلا ينافيه الشكوى إلى اللّه تعالى لأنه وصف أيوب بالصبر فقال: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً مع شكواه إليه حيث قال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.