responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 476

إنّ الرسول شهاب ثم يتبعه‌* * * نور مضي‌ء له فضل على الشّهب‌

«الشّهم»:

بفتح أوله و كسر ثانيه: السيد النافذ الحكم.

«الشّهيد»:

العليم أو العدل المزكي. قال تعالى: وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً أي معدلا مزكّيا.

روى البخاري من حديث عقبة بن عامر رضي اللّه تعالى عنه‌ أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: «أنا فرطكم و أنا شهيد عليكم»

[1].

و هو من أسمائه تعالى و معناه أنه الذي لا يغيب عنه شي‌ء.

قال ابن الأثير: و هو فعيل من أبنية المبالغة في فاعل و إذا اعتبر العلم مطلقا فهو العليم فإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، أو إلى الظاهر فهو الشهيد. انتهى فكل شهيد و خبير عليم و لا عكس.

و قيل هو الشاهد يوم القيامة بما علم.

روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): يدعى نوح يوم القيامة فيقال: هل بلّغت فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال: هل بلّغكم فيقولون: ما أتانا من نذير و ما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد و أمته.

فذلك قوله تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً [2] وَسَطاً الآية. و الوسط العدل. و لهذا مزيد بيان يأتي إن شاء اللّه تعالى في الخصائص و اللّه تعالى أعلم.

حرف الصاد

«الصابر»:

اسم فاعل من الصبر، و هو حبس النفس عن الجزع و إمساكها في الضيق و الفزع. و قال في الإحياء: هو ثبات باعث الدين على مقاومة باعث الهوى. و في رسالة الأستاذ أبي القاسم القشيري (رحمه اللّه تعالى): الصبر إما على مكتسب للعبد و إما على غيره فالأول الصبر على ما أمر اللّه تعالى به و عما نهى عنه. و الثاني: الصبر على مقاساة ما يتصل به من حكم اللّه لما فيه من مشقة. و قال الجنيد: هو تجرّع المرارة من غير تعبيس و قال ابن عطاء: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.

و قال الجريدي: ألّا يفرق بين حال النعمة و المحنة مع سكون الخاطر فيهما. و قيل: هو ترك الشكوى إلى العباد، فلا ينافيه الشكوى إلى اللّه تعالى لأنه وصف أيوب بالصبر فقال: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً مع شكواه إليه حيث قال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‌.


[1] أخرجه البخاري 3/ 248 كتاب الجنائز (1344).

[2] أخرجه البخاري 6/ 48 كتاب التفسير (4487).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست