responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 450

الذي لا رادّ لحكمه و لا معقّب لقضائه، قال تعالى: أَ فَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً أي مانعا

«الحكيم»:

قال «ع» لأنه علم و عمل و أذعن لربه. قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى): و هو فعيل من الحكمة. قال تعالى: يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ ذلِكَ مِمَّا أَوْحى‌ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ و المتصف بالحكمة علما و تعليما حكيم. و اختلف في المراد بالحكمة في قوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ الآية. فقيل: النبوة. و قيل: المعرفة بالقرآن و الفهم فيه. و قيل: الإصابة في القول و قيل: العلم المؤدي إلى العمل. و قيل: السنة. و قيل: خشية اللّه.

لحديث:

«رأس الحكمة مخافة اللّه». رواه ابن مردويه‌.

و قال الإمام مالك: إنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين اللّه تعالى و أمر يدخله اللّه تعالى في القلوب من رحمته و فضله. و مما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، و تجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه اللّه إياه و يحرمه هذا. انتهى إلى هنا.

و هو (صلّى اللّه عليه و سلم) حكيم بالمعاني المذكورة كلها.

قال في الشرح: هو المتقن للأمور. و فعيل بمعنى مفعل من الإحكام و هو الإتقان، أو بمعنى فاعل من الحكم و هو المنع للإصلاح، و هو أعم من الحكمة، و كل حكمة حكم و لا عكس، لأن الحكم أن نقضي على شي‌ء بشي‌ء إيجابا أو سلبا. أو ذو الحكمة و هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم و إصابة الحق بالعلم و العقل. و المراد بها في حقه تعالى معرفة الأشياء و إيجادها على غاية الإحكام. و في حق الإنسان: معرفة الموجودات و فعل الخيرات‌

«الحليم»:

قال «د» هو موصوف به بالتوراة، و هو اسم فاعل للمبالغة من حلم بالضم ككريم من كرم، يقال حلم فهو حليم إذا صار الحلم طبعا له و سجيّة من سجاياه. قال أبو طالب يمدحه (صلّى اللّه عليه و سلم):

حليم رشيد عادل غير طائش‌* * * يوالي إلها ليس عنه بغافل‌

و الحلم بكسر المهملة و سكون اللام: الأناة في الأمور و هي بفتح الهمزة مقصورة كقناة: اسم للتأنّي و هو التثبت و ترك العجلة، و أما عطفها عليه في قوله (صلّى اللّه عليه و سلم) كما رواه مسلم عن ابن عباس للأشج: أشجّ عبد القيس، و اسمه المنذر بن عائذ بن الحارث العصري- بمهملات على الأصح: «إنّ فيك لخصلتين يحبهما اللّه تعالى و رسوله: الحلم و الأناة» [1] فعطف تفسير. و المراد به في الخبر: العقل خاصة. و قال القاضي: هو حالة تأنّ و ثبات عند الأسباب و المحرّكات. قال غيره: هو ضبط النفس و الطبع عند هيجان الغضب. قال القاضي:


[1] أخرجه مسلم 1/ 48 كتاب الإيمان (25- 17).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست