روى البخاري في الصحيح و التاريخ، و النسائي و البيهقي عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ألا تعجبون» [1] و لفظ البخاري في التاريخ: «يا عباد اللّه انظروا. و في لفظ له: ألم تروا كيف يصرف اللّه عنّي شتم قريش و لعنهم، يشتمون مذمّما و يلعنون مذمّما. و أنا محمد».
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه: كيف يستقيم ذلك و هم ما كانوا يسبّون الاسم بل المسمّى، و المسمّى واحد؟ و الجواب المراد: كفى اللّه اسمي الذي هو محمد يستهزأ بالسب.
و قال الحافظ (رحمه اللّه تعالى): كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لا يسمّونه باسمه الدال على المدح فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمّم و إذا ذكروه بسوء قالوا:
فعل اللّه بمذمّم. و مذمم، ليس هو اسمه و لا يعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره.
[حرف الالف]
«أحمد»:
قال اللّه تعالى حاكيا عن السيد عيسى (عليه السلام) وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ قال العلماء: لم يسمّ به أحد قبل نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) منذ خلق اللّه تعالى الدنيا، و لا تسمّى به أحد في حياته (صلّى اللّه عليه و سلم) و أول من تسمّى به بعده على الصواب والد الخليل بن أحمد شيخ سيبويه. قال المبرّد (رحمه اللّه تعالى): فتّش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا (صلّى اللّه عليه و سلم) من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد. قال الحافظ أبو الفضل العراقي: و اعترض على هذه المقالة بأبي النضر سعيد بن أحمد فإنه أقدم و أجيب بأن أكثر أهل العلم قالوا فيه يحمد بالياء. و قال ابن معين: أحمد.
قال ابن دحية (رحمه اللّه تعالى): و هو علم منقول من صفة لا من فعل، و تلك الصفة أفعل التي يراد بها التفضيل.
و قال ابن القيّم في كتابيه «جلاء الأفهام» «و زاد المعاد» و اللفظ له: اختلف الناس فيه:
هل هو. بمعنى فاعل أو مفعول. فقالت طائفة: هو بمعنى فاعل. أي حمد اللّه أكثر من حمد غيره له، فمعناه أحمد الحامدين لربه.
و قالت طائفة أخرى: هو بمعنى مفعول أي أحق الناس و أولاهم بأن يحمد. فيكون