responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 350

الباب العاشر في حزن إبليس و حجبه من السموات و ما سمع من الهواتف لما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

نقل السهيلي و أبو الربيع و غيرهما عن تفسير الحافظ بقيّ بن مخلد [1] (رحمه اللّه تعالى) أن إبليس رنّ أربع رنّات: رنة حين لعن، و رنة حين أهبط، و رنة حين ولد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و رنة حين أنزلت فاتحة الكتاب.

رنّ: صوت بحزن و كآبة.

و روى ابن أبي حاتم عن عكرمة (رحمه اللّه تعالى) قال: قال إبليس لما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): لقد ولد الليلة ولد يفسد علينا أمرنا فقال له جنوده: لو ذهبت إليه فخبلته.

فلما دنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث اللّه جبريل فركضه برجله ركضة فوقع بعدن.

و روى الزبير بن بكّار و ابن عساكر عن معروف بن خرّبوذ (رحمه اللّه تعالى) قال: كان إبليس يخترق السموات السبع. فلما ولد عيسى حجب من ثلاث سموات، و كان يصل إلى أربع فلما ولد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حجب من السبع.

و روى الخرائطي و ابن عساكر عن عروة بن الزبير (رحمه اللّه تعالى) أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو بن نفيل و عبيد اللّه بن جحش و عثمان بن الحويرث كانوا عند صنم يجتمعون إليه فلما دخلوا يوما فرأوه مكبوبا على وجهه، فأنكروا ذلك فأخذوه فردّوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فردوه إلى حاله، فانقلب الثالثة فقال عثمان: إن هذا لأمر حدث. و ذلك في الليلة التي ولد فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). فجعل عثمان بن الحويرث يقول:

أ يا صنم العيد الّذي صفّ حوله‌* * * صناديد وفد من بعيد و من قرب‌

ينكّس مقلوبا فما ذاك قل لنا* * * أذاك سفيه أم تنكّس للعتب‌

فإن كان من ذنب أسأنا فإنّنا* * * نبوء بإقرار و نلوي على الذّنب‌

و إن كنت مغلوبا تنكّست صاغرا* * * فما أنت في الأصنام بالسّيّد الرّبّ‌

قال: فأخذوا الصنم فردوه إلى حاله فلما استوى هتف بهم هاتف من جوف الصنم بصوت جهير و هو يقول:


[1] بقي بن مخلد بن يزيد، أبو عبد الرحمن، الأندلسي القرطبي: حافظ مفسر محقق، من أهل الأندلس. له «تفسير» قال ابن بشكوال: لم يؤلف مثله في الإسلام، و كتاب في «الحديث» رتبه على أسماء الصحابة، و مصنف في «فتاوي الصحابة و التابعين و من دونهم». توفي سنة 267 ه. الأعلام 2/ 60.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست