الباب السابع في انفلاق البرمة حين وضع (صلّى اللّه عليه و سلم) تحتها
روى أبو نعيم عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما قال: كان في عهد الجاهلية إذا ولد لهم مولود من تحت الليل وضعوه تحت الإناء لا ينظرون إليه حتى يصبحوا فلما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) طرحوه تحت برمة فلما أصبحوا أتوا البرمة فإذا هي قد انفلقت اثنتين و عيناه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى السماء، فعجبوا من ذلك.
و روى ابن سعد بسند رجاله ثقات أثبات عن عكرمة (رحمه اللّه تعالى)- مرسلا- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما وضعته أمّه وضعته تحت برمة فانفلقت عنه، قالت: فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء.
و روى البيهقي عن أبي الحسن التنوخي [1] (رحمه اللّه تعالى) قال: كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح فكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) دفع إلى نسوة فكفأن عليه برمة، فلما أصبحن أتين فوجدت البرمة قد انفلقت عنه باثنتين، فوجدنه مفتوح العين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن: ما رأينا مولودا مثله و وجدناه قد انفلقت عنه البرمة و وجدناه مفتوحا عينه شاخصا ببصره إلى السماء فقال: احفظنه فإني أرجو أن يصيب خيرا.
و روى ابن الجوزي عن أبي الحسين بن البراء- مرسلا- (رحمه اللّه تعالى) عن آمنة أنها قالت: وضعت عليه إناء فوجدته قد انفلق الإناء عنه و هو يمصّ إبهامه يشخب لبنا.
قال بعض أهل الإشارات في انفلاق البرمة عنه (صلّى اللّه عليه و سلم) إشارة إلى ظهور أمره و انتشاره و أنه يفلق ظلمة الجهل و يزيلها.
يشخب بشين فخاء معجمتين أي يسيل.
[1] التنوخي: بالفتح و ضم النون الخفيفة و معجمة نسبة إلى تنوخ قبائل أقاموا بالبحرين. لب اللباب 1/ 177.