responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 338

العذاب عنهم لأجله (صلّى اللّه عليه و سلم). قال اللّه تعالى: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ‌ فوقعت البركات و إدرار الأرزاق و الأقوات. و من أعظمها منّته على عباده لهدايته (عليه الصلاة و السلام) لهم إلى صراط اللّه المستقيم.

الوجه الثالث: ما في شريعته (صلّى اللّه عليه و سلم) من شبه الحال، ألا ترى أن فصل الربيع أعدل الفصول و أحسنها إذ ليس فيه برد مزعج و لا حرّ مقلق، و ليس في ليله و لا نهاره طول خارق، بل كله معتدل و فصله سالم من العلل و الأمراض و العوارض التي يتوقعها الناس في أبدانهم في زمان الخريف، بل الناس فيه تنتعش قواهم و تنصلح أمزجتهم و تنشرح صدورهم لأن الأبدان يدركها فيه من أمداد القوة ما يدرك النبات حين خروجه، إذ منها خلقوا، فيطيب ليلهم للقيام و نهارهم للصيام، لما تقدم من اعتداله في الطول و القصر و الحر و البرد، فكان في ذلك شبه الحال بالشريعة السّمحة التي جاء بها (صلوات اللّه و سلامه عليه) من رفع الإصر و الأغلال التي كانت على من قبلنا.

الوجه الرابع: أنه قد شاء الحكيم سبحانه و تعالى أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) تتشرف به الأزمنة و الأمكنة لا هو يتشرف بها، بل يحصل للزمان أو المكان الذي يباشره (عليه الصلاة و السلام) الفضيلة العظمى و المزيّة على ما سواه من جنسه إلا ما استثنى من ذلك لأجل زيادة الأعمال فيها و غير ذلك، فلو ولد (صلّى اللّه عليه و سلم) في الأوقات المتقدم ذكرها لكان قد يتوهم أنه يتشرف بها فجعل الحكيم جل جلاله مولده (صلّى اللّه عليه و سلم) في غيرها ليظهر عظيم عنايته سبحانه و تعالى و كرامته عليه.

الفصل الثاني: في مكانه:

اختلف: هل ولد بمكة أو غيرها؟ و الصحيح الذي عليه الجمهور هو الأول.

و عليه فاختلف في مكانه من مكة على أقوال:

أحدها: في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المولد في شعب مشهور بشعب بني هاشم. و كانت بيد عقيل. قال ابن الأثير (رحمه اللّه تعالى): قيل إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) وهبها عقيل بن أبي طالب فلم تزل بيده حتى توفي عنها فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، و قيل إن عقيلا باعها بعد الهجرة تبعا لقريش حين باعوا دور المهاجرين.

الثاني: أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) ولد في شعب بني هاشم. حكاه الزبير.

الثالث: أنه ولد (صلّى اللّه عليه و سلم) بالرّدم.

الرابع: بعسفان.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست