اختلفوا لم سميت بذلك؟ فقيل: لكثرة مائها. قال أبو عبيد البكري يقال ماء زمزم و زمزام: أي كثير. و في «الموعب» لابن التيّان [1]: ماء زمزم و زمزام و هو الكثير. و قيل: لتزمزم الماء فيها، و هو حركته. و الزمزمة: الصوت يسمع له دويّ. و قيل: لاجتماعها. نقل عن ابن هشام.
و قال مجاهد (رحمه اللّه تعالى): سميت زمزم، لأنها مشتقة من الهزمة. و الهزمة: الغمز بالعقب في الأرض. رواه الفاكهيّ بسند صحيح.
و قيل: لأنها زمّت بالميزان لئلا تأخذ يمينا و شمالا. و قال البكري في معجمه: في زمزم لغات: زمزم بفتح أوله و إسكان ثانيه و فتح الزاي الثانية، و زمّزم بضم أوله و فتح ثانيه و تشديده و كسر الزاي الثانية، و زمزم بضم أوله و فتح ثانيه بلا تشديد و كسر الزاي الثانية.
قال أبو ذرّ رضي اللّه تعالى عنه: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إنها طعام طعم و شفاء سقم» [2].
رواه أبو داود الطيالسي [3] و الطبراني و البزار، و رجاله رجال الصحيح، و رواه مسلم بدون «و شفاء سقم».
و قال ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما-: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ماء زمزم لما شرب له» ..
رجاله موثقون، إلا أنه اختلف في إرساله و وصله، و إرساله أصح كما قاله الحافظ.
و قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام و شفاء سقم» [4].
[1] تمام بن غالب بن عمر المرسيّ أديب لغوي، من أهل مرسية بالأندلس. توفي في المرية له كتاب «الموعب» في اللغة، قيل: لم يؤلف مثله اختصارا و اكتنازا، و «تلقيح العين» لغة. توفي 36 ه. الأعلام 2/ 86.
[2] أخرجه مسلم 4/ 1919 كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي ذر رضي اللّه عنه (132- 2473)، و أحمد في المسند 5/ 175، و البيهقي في السنن 5/ 147، و ابن سعد في الطبقات 4/ 1/ 162، و ابن أبي شيبة 14/ 318.
[3] سليمان بن داود بن الجارود مولى قريش، أبو داود الطيالسي: من كبار حفاظ الحديث. فارسي الأصل. سكن البصرة و توفي بها. كان يحدّث من حفظه. سمع يقول: أسرد ثلاثين ألف حديث و لا فخر! له «مسند- ط» جمعه بعض الحفاظ الخراسانيين. توفي 204 ه. الأعلام 3/ 125.
[4] أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 98 و ذكره الهيثمي في المجمع 3/ 289، و نسبه للبزار و الطبراني في الصغير و قال: