responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 177

- رضي اللّه تعالى عنه-: إنه يضرّ و ينفع يا أمير المؤمنين. قال: بم؟ قال: بكتاب اللّه تعالى. قال و أين ذلك من كتاب اللّه قال: قال اللّه عز و جل: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ‌ إلى قوله: بَلى‌، خلق آدم و مسح على ظهره فقرّرهم بأنه الرب و أنهم العبيد، و أخذ عهودهم و مواثيقهم و كتب ذلك في رقّ، و كان لهذا الحجر عينان و لسان، فقال له: افتح فاك، ففتح فاه فألقمه ذلك الرّقّ و قال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، و إني أشهد لسمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يقول: «يؤتى بالحجر الأسود يوم القيامة و له لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد» فهو يا أمير المؤمنين يضرّ و ينفع. فقال عمر: أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

تنبيه: قال المحب الطّبري (رحمه اللّه تعالى): و قد اعترض بعض الملحدة، فقال: كيف يسوّد الحجر خطايا أهل الشرك و لا يبيضه توحيد أهل الإيمان؟.

و الجواب عنه من ثلاثة أوجه: الأول: ما تضمنه حديث ابن عباس الذي رواه الجندي:

أن اللّه- تعالى- إنما طمس نوره بالسواد ليستر زينة الجنة عن الظّلمة و كأنه لما تغيّرت صفته التي كانت كالزّينة له بالسواد كان ذلك السواد له كالحجاب المانع من الرؤية و إن رئي جرمه، إذ يجوز أن يطلق عليه غير مرئي، كما يطلق على المرأة المستترة بثوب أنها غير مرئية.

الثاني: أجاب به ابن حبيب [1] (رحمه اللّه)- تعالى- فقال: لو شاء اللّه- تعالى- لكان ذلك، و ما علمت أيّها المعترض أن اللّه- تعالى- أجرى العادة بأن السواد يصبغ و لا يصبغ، و البياض ينصبغ و لا يصبغ.

و الثالث: و هو منقاس، أن يقال: بقاؤه أسود- و اللّه تعالى أعلم-: إنما كان للاعتبار، و ليعلم أن الخطايا إذا أثّرت في الحجر فتأثيرها في القلوب أعظم. و اللّه أعلم.

شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق‌

روى الدارمي و ابن خزيمة و ابن حبّان و الحاكم عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «ليبعثن اللّه الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما، و لسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق» [2].


[1] عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي، أبو مروان: عالم الأندلس و فقيهها في عصره.

أصله من طليطلة، من بني سليم، أو من مواليهم. ولد في البيرة، و سكن قرطبة. و زار مصر، ثم عاد إلى الأندلس فتوفي بقرطبة. كان عالما بالتاريخ و الأدب، رأسا في فقه المالكية. له تصانيف كثيرة، قيل: تزيد على ألف. منها «حروب الإسلام» و «طبقات الفقهاء و التابعين» و «طبقات المحدثين» و «تفسير موطأ مالك» توفي سنة 238 ه.

الأعلام 4/ 175.

[2] أخرجه أحمد 1/ 291، 371، و البيهقي 5/ 75، و الطبراني في الكبير 12/ 63، و ذكره المتقي الهندي في الكنز 34748، و الدارمي 2/ 42.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست