نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 145
[ثاني و ثلاثون: زيادة بقية أزواد القوم ببركة دعائه (صلى اللَّه عليه و سلم)]
و أما زيادة بقية أزواد القوم ببركة دعائه (صلى اللَّه عليه و سلم) عند مرجعه من الحديبيّة و مرجعه من تبوك،
فخرج البخاري و مسلم من حديث حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال: خفّت أزواد الناس و أملقوا، فأتوا النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في نحر إبلهم فأذن لهم، فلقيهم عمر رضي اللَّه عنه، فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟ فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم):
[ناد] الناس فيأتون بفضل أزوادهم، فبسط لذلك [نطعا] فجعلوه فوق النطع، فقام رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فدعا و برّك، ثم دعاهم بأوعيتهم، فاجتنى الناس حتى فرغوا، ثم قال:
رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أني رسول اللَّه [1].
و خرج مسلم و النسائي من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم قال: حدثنا عبيد اللَّه الأشجعي، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: كنا مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في مسير، قال: فنفدت أزواد القوم، قال: حتى هموا بنحر بعض حمائلهم، قال: فقال عمر رضي اللَّه عنه: يا رسول اللَّه! لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت اللَّه عليها؟ قال:
ففعل، قال: فجاءه ذو البر ببرّه، و ذو التمر بتمره، قال: و قال مجاهد: و ذو النواة بنواه، قلت: و ما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال: يمصونه و يشربون عليه الماء، قال:
فدعا عليها، قال: حتى ملأ القوم أزودتهم، قال: فقال عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أني رسول اللَّه، لا يلقى اللَّه بهما عبد غير شاك إلا دخل الجنة [2].
[1] (فتح الباري): 5/ 161- 162، كتاب الشركة، باب (1) الشركة في الطعام و النهد و العروض، حديث رقم (2484)، (فتح الباري): 6/ 159- 160، كتاب الجهاد و السير باب (123) حمل الزاد في الغزو، و قول اللَّه عز و جل: وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى [البقرة: 197]، حديث رقم (2982)، و قول عمر رضي اللَّه عنه: «ما بقاؤكم بعد إبلكم» أي لأن توالي المشي ربما أفضى إلى الهلاك. قال ابن بطال: استنبط منه بعض الفقهاء أنه يجوز للإمام في الغلاء إلزام من عنده ما يفضل عن قوته أن يخرجه للبيع، لما في ذلك من صلاح الناس، و فيه جواز المشورة على الإمام بالمصلحة، و إن لم يتقدم منه الاستشارة. مختصرا من (فتح الباري): 6/ 161.
[2] (مسلم بشرح النووي): 1/ 332- 336، كتاب الإيمان، باب (10) الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، حديث رقم (27).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 145