نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 135
[خامس و عشرون: ظهور بركته (صلى اللَّه عليه و سلم) في بئر قليلة الماء، بعث إليها بحصيات ألقيت فيها فغزر ماؤها]
و أما ظهور بركته (صلى اللَّه عليه و سلم) في بئر قليلة الماء، بعث إليها بحصيات ألقيت [فيها] فغزر ماؤها،
فخرج أبو نعيم من حديث الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن [أنعم] عن زياد بن نعيم الحضرميّ، عن زياد بن الحارث الصدائي قال: أتيت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فبايعته على الإسلام، ثم أتى وفد من قومي بإسلامهم، ثم قالوا: يا رسول اللَّه! إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا إليه، فإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا، و إنا لا نستطيع أن نتفرق اليوم [و لنا عدو]، فادع اللَّه لنا أن يسقينا ماؤها، فدعى بسبع حصيات فعركهن بيده و دعا، ثم قال: إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة و اذكروا اسم اللَّه عليها، قال: فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعدها [1]
و سيأتي حديث ابن زياد هذا بطوله.
و قال الواقدي في غزوة تبوك: قالوا: و قدم نفر من بني سعد هذيم على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقالوا: يا رسول اللَّه! إنا قدمنا عليك و تركنا أهلنا على بئر لنا قليل ماؤها، و هذا القيظ و نحن نخاف إن تفرقنا أن تقطع، لأن الإسلام لم يفش حولنا بعد، فادع اللَّه لنا في ماء بئرنا، و إن روينا به فلا قوم أعزّ منا، لا يعير بنا أحد مخالف لديننا، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أبلغوني حصيات! فتناولت ثلاث حصيات فدفعتهن إليه، فعركهن بيده ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات إلى بئركم، فاطرحوها واحدة واحدة و سمّوا اللَّه.
قال: فانصرفوا من عند رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ففعلوا ذلك، فجاشت بئرهم بالرواء، و نفوا من قاربهم من المشركين و وطئوهم، فما انصرف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى المدينة حتى أوطئوا من حولهم غلبة و دانوا بالإسلام [2].
[1] ذكره أبو نعيم في (دلائل النبوة): 2/ 412- 413، حديث رقم (321) بسنده لكن بسياقة أخرى.