نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 225
أمّا القرآن الكريم
فقال ابن الأنباري: سمي قرآنا لأنه جمع السور و ضمّها من قوله: فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ[1]، أي إذا [ألّفنا] منه شيئا فاعمل به.
و قيل: سمي قرآنا لأن القارئ يلقنه من فيه من قولهم: ما قرأت هذه الناقة علي قط، أي ما رمت. و قال أبو زيد: قرئت القرآن فهو مقريء. و قال اللحياني:
قرأت القرآن قرءا مثل قرعا، و قراءة و قرآنا و هو الاسم.
و قال ابن دريد: من قال قران (بلا همز) جعله من قريت الشيء بعضه إلى بعض، فالقرآن و الكتاب اسمان علمان على المنزل على محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) و وصفان له لأنه يقرأ و يكتب، فحيث جاء بلفظ التعريف فهو العلم، و حيث جاء بوصف النكرة فهو الوصف، و إن شئت قلت: هما يجريان مجرى واحد كالعباس و ابن العباس، فهو في الحالين اسم العلم.
فالقرآن الكريم حجة على الملحدين، و بيان للموحدين، قائم بالحلال المنزل، و الحرام المفصل، و فصل بين الحق و الباطل، يرجع إليه العالم و الجاهل، و إمام تقام به الفروض و النوافل، و سراج لا يخبو ضياؤه، و مصباح لا يخمد ذكاؤه، و شهاب لا يطفأ نوره، و بحر لا يدرك غوره، و معجز لا يزال يظفر رموزه، و معقل يمنع من الهلكة و البوار، و مرشد يدل على طريق الجنة و النار، و هاد يدل على المكارم، و زاجر يصد عن المحارم.
ظاهره أنيق، و باطنه عميق، و هو حبل اللَّه الممدود، و عهده المعهود، و صراطه المستقيم، و حجته الكبرى، و محجته الوسطى، و هو الواضح سبيله، الراشد دليله، الّذي من استضاء بصباحه أبصر و نجا، و من أعرض عنه زلّ و هوى.
و فضائل القرآن لا تستقصي في ألف قرآن، حجة اللَّه و وعده و وعيده، به