نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 214
و أما عيسى (عليه السلام)
فإن اللَّه تعالى خصه بإرسال الروح الأمين إلى أمه فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا[1]، ليهب لها غلاما زكيا، فحملت به، و أنه نطق في المهد، و قد أعطى اللَّه نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) ضروبا من هذه الآيات، فبشرت به أمه آمنة و هي حامل به، و ظهرت لها الآيات عند وضعها كما تقدم ذكره، و قد قال تعالى عن عيسى: وَ رَحْمَةً مِنَّا[2].
و نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) وصفه اللَّه بأعم الرحمة و أكملها، فقال: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ[3]، فمن صدقه و آمن به فاز برحمته في الدارين، و من لم يصدقه أمن في حياته مما عوقب به المكذبون للرسل من الأمم من الخسف و المسخ و القذف، [و أنقذ] [4] اللَّه ببعثته من آمن من الضلال، و انتعشوا بالإيمان من الدمار، و أمنوا به من البوار، قال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ[5]، و قال: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً[6]، فكان (صلى اللَّه عليه و سلم) رحمة مهداة. و قال تعالى عن عيسى. وَ يُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ[7] و قد أوتي نبينا ما يجانس ذلك و أكثر منه و أفضل.
قال تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ[8]، و قال تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ[9]، و قال: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ[10] يعني القرآن شرف لك و لهم، و قال: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً[11]، و يقول تعالى للأنبياء: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ[12]، إلى غير ذلك من الآيات، و كان عيسى يخلق من الطين كهيئة الطير