responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 207

و أما داود (عليه السلام)

فخصه اللَّه تعالى بتسبيح الجبال معه، قال تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ‌ [1]، و قال تعالى: وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْراقِ* وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ‌ [2]، فسخر اللَّه تعالى الجبال و الطير له بالتسبيح، و قد أعطى اللَّه نبينا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) مثل ذلك من جنسه و زيادة، فسبّح الحصا في كفه، و في يد من صدّقه و اتبعه رفعة لشأنه و شأن مصدقيه، و قد سخرت الطير و البهائم العظيمة كالإبل و السباع العادية الضارية لنبينا (صلى اللَّه عليه و سلم)، كسجود البعير الشارد له، و الذئب الّذي نطق بنبوته، و قد همهم الأسد لسفينة مولاه لما مرّ به و دله على الطريق، و أخذ الطائر خفه (صلى اللَّه عليه و سلم) و ارتفع به ثم ألقاه، فخرج منه أسود سالخ!! و قد أوردت ذلك كله بطرقه.

و ألين لداود (عليه السلام) الحديد، حتى سرد منه الدروع السوابغ، و قد لانت الحجارة و صمّ الصخور للمصطفى (صلى اللَّه عليه و سلم)، فعادت له غارا استتر به من المشركين يوم أحد [و] [3]، مال برأسه إلى الجبل ليخفي شخصه عنهم، فليّن اللَّه تعالى له الجبل حتى أدخل [رأسه‌] [3]، و هذا أعجب، لأن الحديد تلينه النار، و لم نر النار تلين الحجر.

قال أبو نعيم: و ذلك بعد ظاهر باق يراه الناس، و كذلك في بعض شعاب مكة حجر أصم استروح (صلى اللَّه عليه و سلم) في صلاته إليه، فلان له الحجر حتى أثّر فيه بذراعيه و ساعديه، قال أبو نعيم: و ذلك مشهور يقصده الحجاج و يرونه، و لانت الصخرة ببيت المقدس ليله أسري به كهيئة العجين، فربط [بها] [3] دابته البراق، و يلمسونه الناس إلى يومنا هذا باق. قاله أبو نعيم.

و كان داود (عليه السلام) حسن الصوت، بحيث بات عدة ممن سمعه و هو يقرأ الزبور على ذكر، و قد شبه نبينا (صلى اللَّه عليه و سلم) صوت أبي موسى الأشعري رضي اللَّه تعالى‌


[1] سبأ: 10.

[2] ص: 17- 19.

[3] زيادة للسياق و البيان.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست