نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 135
ففعلت ثقيف مثل ذلك، فبلغ عبد ياليل بن عمرو ما صنعت ثقيف فقال: و لم فعلتم ما أرى؟ قالوا: رمي بالنجوم فرأيناها تتهافت من السماء، قال: إن إفادة المال بعد ذهابه شديد، فلا تعجلوا، و انظروا: فإن تكن نجوما تعرف فهو عند فناء الناس، و إن كانت نجوما لا تعرف فهو عند أمر حدث، فنظروا، فإذا هن لا تعرف، فأخبروه فقال: الأمر فيه مهلة بعد، هذا عند ظهور نبي، فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم الطائف أبو سفيان بن حرب إلى أمواله، فجاء عبد ياليل فذاكره أمر النجوم، فقال أبو سفيان: ظهر محمد بن عبد اللَّه يدعى أنه نبي مرسل، قال عبد ياليل: فعند ذلك رمي بها.
و حدثني طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: كانت الشياطين يستمعون الوحي، فلما بعث اللَّه محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) منعوا، فشكوا ذلك إلى إبليس فقال: لقد حدث أمر فرمى فوق أبي قبيس- و هو أول جبل وضع على الأرض- فرأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يصلّى خلف المقام، فقال: أذهب فأكسر عنقه، فجاء يخطر و جبريل عنده فركضه جبريل ركضة طرحه في كذا و كذا، فولى الشيطان هاربا [1].
و لأبي نعيم من حديث يعقوب الدورقي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن حجاج بن أبي عثمان الصواف، عن ثابت [البناني] [2] عن أنس رضي اللَّه عنه قال: إن إبليس ما بين قدميه [3] إلى كعبيه [3] مسيرة كذا و كذا، و إن عرشه لعلى البحر، و لو ظهر للناس لعبد، قال: فلما بعث اللَّه محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) أتاه و هو يجمع بكيده فانقض عليه جبريل فدفعه بمنكبه فألقاه بوادي الأردن [4].
[و قال الواقدي: فحدثني عمر بن إسحاق أخو محمد بن إسحاق قال: سمعت نافع بن جبير يقول: كانت الشياطين في الفترة تسمع و لا ترى، فلما بعث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) رميت بالشهب] [5].
[1] (دلائل أبي نعيم): 1/ 227- 228، حديث رقم (180)، (الخصائص الكبرى): 1/ 278، و فيه الواقدي و هو متروك.
[2] زيادة في النسب من (دلائل أبي نعيم) و كتب الرجال.