نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 76
فامض، حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ثم امض لما أنت فيه [1]، قلت:
يا رسول اللَّه أي ناحية؟ قال: اسلك النجدية تؤم [2] ركبة [3] فانطلق عبد اللَّه في ثمانية- و قيل: اثنى عشر من المهاجرين- كل اثنين يتعاقبان بعيرا، حتى إذا كان ببئر ابن ضميرة نشر الكتاب فإذا فيه: سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم اللَّه و بركاته، و لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك، و امض لأمري فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة على اسم اللَّه و بركاته: فترصد بها عير قريش. فلما قرأه عليهم قالوا أجمعين: نحن سامعون مطيعون للَّه و لرسوله و لك، فسر على بركة اللَّه.
فسار حتى جاء نخلة فوجد عيرا لقريش فيها عمرو بن الحضرميّ خارجا نحو العراق، و الحكم بن كيسان المخزومي، و عثمان بن عبد اللَّه بن المغيرة المخزومي، و نوفل بن عبد اللَّه بن المغيرة المخزومي، فهابهم أصحاب العير، و أنكروا أمرهم، فحلق عكاشة ابن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي [حلقه عامر بن ربيعة] ثم وافى ليطمئن القوم. فقال المشركون:
لا بأس! قوم عمّار [4]، فأمنوا و قيدوا ركابهم و سرحوها، و تشاور المسلمون في أمرهم- و كان آخر يوم من رجب و يقال أول يوم من شعبان [5] فقالوا: إن تأخرتم عن هذا اليوم دخلوا الحرم [6] فامتنعوا، و إن أصبتموهم ففي الشهر الحرام. فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا و قاتلوهم. فرمى واقد [7] بن عبد اللَّه [بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد ابن مناة بن تميم التميمي اليربوعي الحنظليّ] عمرو بن الحضرميّ فقتله. و شد القوم عليهم، فأسروا عثمان بن عبد اللَّه بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، و حكم ابن كيسان- و كان الّذي أسر الحكم بن كيسان المقداد بن عمرو، فدعاه رسول اللَّه إلى الإسلام فأسلم و قتل ببئر معونة شهيدا. و أعجزهم نوفل بن عبد اللَّه بن
[5] في (الكامل) ج 2 ص 114 «آخر يوم من رجب» و في (المغازي) ج 1 ص 14 «و كان آخر يوم من رجب و يقال: آخر يوم من شعبان» و في (ابن سعد) ج 2 ص 10 «و شكوا في ذلك اليوم أ هو من الشهر الحرام أم لا؟» و في (ابن هشام) ج 2 ص 179 «و ذلك في آخر يوم من رجب».