نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 254
النهي عن التفريق بين النساء و الولد حتى يبلغوا
ونهى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أن يفرّق في القسم و البيع بين النساء و الذرية، و قال:
لا يفرّق بين الأم و ولدها حتى يبلغوا، فقيل: يا رسول اللَّه! و ما بلوغهم؟ قال:
تحيض الجارية و يحتلم الغلام.
و كان يفرق يومئذ بين الأختين إذا بلغتا، و بين الأم و ابنتها إذا بلغت. و كانت الأم و ولدها الصغار تباع من المشركين من العرب، و من يهود المدينة و تيماء و خيبر، يخرجون بهم. و إذا كان الولد صغيرا ليس معه أم لم يبع من المشركين و لا من يهود إلا من المسلمين. فكانت أموال بني قريظة أول فيء وقع فيه السهمان و الخمس.
موت سعد بن معاذ، و بكاء أمه، و حزن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على سعد ثم دفنه
و لما حكم سعد بن معاذ رضي اللَّه عنه في بني قريظة، رجع إلى خيمة رفيدة بنت سعد الأسلمية- و كان قد كوى جرحه بالنار فانتفخت يده، و سال الدم فحمّه أخرى فانتفخت يده، فسأل اللَّه أن يبقيه حتى يقاتل بني قريظة- فانفجر جرحه و مات بعد ما عاده النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فحمل إلى منزله. و غسّله الحارث بن أوس ابن معاذ، و أسيد بن حضير، و سلمة بن سلامة بن وقش بحضرة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و أم سعد تبكي و تقول:
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): كل البواكي يكذبن إلا أم سعد.
ثم كفّن في ثلاثة أثواب و حمل في سرير. فحمل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) [جنازته] [2] و هو بين عمودي سريره حتى رفع من داره إلى أن خرج، و مشى أمام جنازته، ثم صلى عليه و نزل في قبره أربعة نفر: الحارث بن أوس بن معاذ، و أسيد بن حضير، و أبو نائلة،
[1] وردت هذه الندبة بروايات كثيرة في كتب السيرة، و ما أثبتناه هو أجودها.