نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 212
حماية النقيع لخيل المسلمين
و لما مرّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالنقيع [1] رأى سعة و كلأ و غدرا [2] كثيرة، فأمر حاطب بن أبي بلتعة أن يحفر به بئرا، و أمر بالنقيع أن يحمى، و استعمل عليه بلال ابن الحارث المزني، قال: و كم أحمي منه يا رسول اللَّه؟ قال: أقم رجلا صيتا- إذا طلع الفجر- على هذا الجبل فحيث انتهى صوته، فاحمه لخيل المسلمين و إبلهم التي يغزون عليها. قال: يا رسول اللَّه، أ فرأيت ما كان من سوائم [3] المسلمين؟ فقال:
لا يدخلها. قال: أ رأيت المرأة و الرجل الضعيف يكون له الماشية اليسيرة و هو يضعف عن التحول؟ قال: دعه يرعى.
و سبّق (صلى اللَّه عليه و سلم) يومئذ بين الخيل و الإبل، فسبقت القصواء الإبل و عليها بلال، و سبق فرسه الظرب و عليه أبو أسيد الساعديّ.
بدء حديث الإفك
و كان حديث الإفك [4]، و ذلك أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) نزل منزلا ليس معه ماء، و سقط عقد عائشة رضي اللَّه عنها من عنقها، فأقام (صلى اللَّه عليه و سلم) بالناس حتى أصبحوا، و ضجر [5] الناس و قالوا: حبستنا عائشة. فضاق بذلك أبو بكر رضي اللَّه عنه و عاتب عائشة عتابا شديدا.
نزول آية التيمم
و نزلت آية التيمم
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): كان من قبلكم لا يصلون إلا في بيعهم و كنائسهم، و جعلت لي الأرض طهورا حيثما أدركتني الصلاة.
و نزلت آية التيمم عند طلوع الفجر، فمسح المسلمون أيديهم بالأرض، ثم مسحوا أيديهم إلى
[1] النقيع: من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة يسلكه العرب إلى مكة منه، وه نقيع الخضمات (معجم البلدان) ج 5 ص 301.
[2] غدر: جمع غدير، و هو القطعة من الماء يغادرها السيل (المعجم الوسيط) ج 2 ص 645.
[4] الإفك: أبلغ ما يكون من الكذب و الافتراء، و قيل هو البهتان و هو الأمر الّذي لا تشعر به حتى يفاجأك، و أصله الكذب بكونه إفكا لأن المعروف من حال عائشة خلاف ذلك (التفسير الكبير للفخر الرازيّ) ج 23 ص 172.