نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 177
المسلمين، و يظهرون أقبح القول: فيقول ابن أبيّ لابنه عبد اللَّه- و هو جريح قد بات يكوي الجراحة بالنار- ما كان خروج معه إلى هذا الوجه برأي! عصاني محمد و أطاع الولدان، و اللَّه لكأنّي كنت انظر إلى هذا. فقال ابنه: الّذي صنع اللَّه لرسوله [1] و للمسلمين خير.
ما قالت اليهود و المنافقون شماتة بقتلى أحد
و أظهرت اليهود القول السيء فقالوا: ما محمد إلا طالب ملك، ما أصيب هكذا نبي قط! أصيب في بدنه، و أصيب في أصحابه! و جعل المنافقون يخذّلون عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أصحابه و يأمرونهم بالتفرق عنه، و يقولون: لو كان من قتل منكم عندنا ما قتل. و سمع عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ذلك في أماكن، فمشى إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يستأذنه في قتل من سمع ذلك منه من يهود و المنافقين.
فقال (عليه السلام): يا عمر، إن اللَّه مظهر دينه و معزّ نبيه، و لليهود ذمة فلا أقتلهم، قال: فهؤلاء المنافقون! قال: أ ليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا اللَّه، و أني رسول اللَّه؟ قال: بلى يا رسول اللَّه! و إنما يفعلون ذلك تعوذا من السيف، فقد بان لنا أمرهم، و أبدى اللَّه أضغانهم عن هذه النكبة! فقال: نهيت عن قتل من قال لا إله إلا اللَّه و أن محمدا رسول اللَّه يا ابن الخطاب، إن قريشا لن ينالوا منا مثل هذا اليوم حتى نستلم الركن.
ما نزل من القرآن في غزوة أحد
و نزل في غزوة أحد من قوله تعالى: وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ من سورة آل عمران إلى آخرها [2]، و كان قد نزل قبل أن يخرج (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى حد قوله تعالى: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[3]. فلم يصبروا و انكشفوا، فلم يمدّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بملك واحد يوم أحد.