responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 166

مطعم، فقالت له ابنة الحارث: إن أبي قتل يوم بدر، فإن قتلت أحد الثلاثة فأنت حر: إن قتلت محمدا، أو حمزة، أو عليا، فإنّي لا أرى في القوم كفؤا لأبي غيرهم.

فكمن لحمزة رضي اللَّه عنه إلى صخرة، و قد اعترض له سباع بن عبد العزى (و اسم عبد العزى عمرو بن نضلة بن غبشان بن سليم)- و هو ابن أم أنمار- فاحتمله و رمى به و برك عليه فشحطه شحط [1] الشاة. ثم قام حتى بلغ المسيل فزلت رجله عن جرف، فهز وحشي حربته و ضرب بها خاصرة حمزة خرجت من مثانته فلحق بربه. فأتاه وحشي فشق بطنه و أخرج كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة فقال لها:

ما ذا لي إن قتلت قاتل أبيك؟ قالت: سلبي [2]! فقال: هذه كبد حمزة! فمضغتها ثم لفظتها، و نزعت ثيابها و حليها فأعطتها وحشيا، و وعدته إذا جاء مكة أن تعطيه عشرة دنانير، و قامت معه حتى أراها مصرع حمزة فقطعت مذاكيره، و جدّعت أنفه و قطعت أذنيه، ثم جعلت مسكتين و معضدين و خدمتين [3] حتى قدمت بذلك مكة و كبده معها.

و في المسند للإمام أحمد قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقرت بطنه، و أخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أكلت منها شيئا؟

قالوا: لا، قال: ما كان اللَّه ليدخل من حمزة النار. و في رواية ابن سعد [4]: إن اللَّه قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا.

و يروى أن هندا لما أخرجت كبد حمزة لاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها، ثم علت على صخرة مشرفة فصاحت بأعلى صوتها بما قالت من الشعر حين ظفروا بما أصابوا من أصحاب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فهجاها حسان بن ثابت لما بلغه ذلك من قولها [5].


[1] شحط القتيل في الدم: اضطرب (المعجم الوسيط) ج 1 ص 474.

[2] السلب: كل ما مع القتيل من سلاح و ثياب و دابة، و المراد هنا كل ما تملك من الحلي و الذهب و غيره.

(المعجم الوسيط) ج 1 ص 441.

[3] المسكة و جمعها المسك: السوار تجعله المرأة في يديها.

و المعضدة و المعضد: الدملج يكون كالسوار، تجعله على عضدها بين الكتف و المرفق. و الخدمة و جمعها الخدم: الخلخال تجعله في رجلها. هامش (ط) ص 153.

[4] (الطبقات الكبرى) ج 3 ص 13.

[5] قالت:

نحن جزيناكم بيوم بدر* * * و الحرب بعد الحرب ذات سعر

ما كان عن عتبة لي من صبر* * * و لا أخي و عمه و بكري‌

شفيت نفسي و قضيت نذري‌* * * شفيت وحشي غليل صدري‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست