responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 193

باب: سفره (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الشام ثانيا

و ذلك مع ميسرة غلام خديجة بنت خويلد رضي اللّه تعالى عنها لما بلغ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خمسا و عشرين سنة أي على الراجح من أقوال ستة، و عليه جمهور العلماء، و تلك أقوال ضعيفة لم تقم لها حجة على ساق، و ليس له (صلى اللّه عليه و سلم) اسم بمكة إلا الأمين، لما تكامل فيه من خصال الخير كما تقدم.

و سبب ذلك أن عمه (صلى اللّه عليه و سلم) أبا طالب قال له: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي و قد اشتد الزمان: أي القحط و ألحت علينا: أي أقبلت و دامت سنون منكرة: أي شديدة الجدب، و ليس لنا مادة: أي ما يمدنا و ما يقوّمنا و لا تجارة، و هذه عير قومك و تقدم أنها الإبل التي تحمل الميرة. و في رواية. عيرات، جمع عير قد حضر خروجها إلى الشام، و خديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها، فيتجرون لها في مالها و يصيبون منافع، فلو جئتها فوضعت نفسك عليها لأسرعت إليك و فضلتك على غيرك، لما يبلغها عنك من طهارتك و إن كنت لأكره أن تأتي الشام و أخاف عليك من يهودها و لكن لا تجد لك من ذلك بدا، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلعلها أن ترسل إليّ في ذلك. فقال أبو طالب: إني أخاف أن تولي غيرك، فتطلب أمرا مدبرا فافترقا، فبلغ خديجة رضي اللّه تعالى عنها ما كان من محاورة عمه أبي طالب له. فقالت: ما علمت أنه يريد هذا، ثم أرسلت إليه (صلى اللّه عليه و سلم) فقالت: إني دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك، و عظم أمانتك، و كرم أخلاقك. و أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك، ففعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و لقي عمه أبا طالب فذكر له ذلك. فقال:

إن هذا لرزق ساقه اللّه إليك، فخرج (صلى اللّه عليه و سلم) مع غلامها ميسرة: أي يريد الشام و قالت خديجة لميسرة: لا تعص له أمرا و لا تخالف له رأيا، و جعل عمومته يوصون به أهل العير: أي و من حين سيره (صلى اللّه عليه و سلم) أظلته الغمامة.

فلما قدم (صلى اللّه عليه و سلم) الشام نزل في سوق بصرى في ظل شجرة قريبة من صومعة راهب يقال له نسطورا: أي بالقصر، فاطلع الراهب إلى ميسرة و كان يعرفه. فقال: يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت الشجرة؟ فقال ميسرة: رجل من قريش من أهل الحزم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي: أي صانها اللّه تعالى أن ينزل تحتها غير نبيّ. ثم قال له: أ في عينيه حمرة؟ قال ميسرة نعم لا تفارقه فقال الراهب: هو هو، و هو آخر الأنبياء، و يا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج: أي يبعث، فوعى ذلك ميسرة: أي و الحمرة كانت في بياض عينيه و هي الشكلة. و من ثم قيل في وصفه (صلى اللّه عليه و سلم): أشكل العينين، فهذه الشكلة من علامات نبوّته (صلى اللّه عليه و سلم) في الكتب القديمة، أي و قد تقدم ذلك.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست