responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 175

أي و الغضروف تقدم أنه رأس لوح الكتف، ثم رجع و صنع لهم طعاما، فلما أتاهم به كان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) في رعية الإبل، فأرسلوا إليه، فأقبل و عليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى في‌ء الشجرة: فلما جلس مال في‌ء الشجرة عليه، فقال الراهب: انظروا إلى في‌ء هذه الشجرة مال عليه.

فبينما هو قائم عليهم و هو يعاهدهم أن لا يذهبوا به إلى أرض الروم: أي داخل الشام، فإنهم إن عرفوه قتلوه، فالتفت فإذا سبعة من الروم قد أقبلوا، فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا جئنا إلى هذا النبي الذي هو خارج في هذا الشهر: أي مسافر فيه، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس و إنا قد أخبرنا خبره بطريقك هذا. قال: أ فرأيتم أمرا أراد اللّه أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟

قالوا لا، فبايعوه: أي بايعوا بحيرا على مسالمة النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و عدم أخذه و أذيته على حسب ما أرسلوا فيه، و أقاموا عند ذلك الراهب خوفا على أنفسهم ممن أرسلهم إذا رجعوا بدونه. قال بحيرا لقريش: أنشدكم اللّه: أي أسألكم باللّه أيكم وليه؟ قالوا:

أبو طالب. فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب و بعث معه بلالا. و في لفظ: و بعث معه أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه بلالا، و زوده بحيرا من الكعك و الزيت: أي و إذا كانت القصة واحدة فالاختلاف في إيرادها من الرواة كما تقدم نظيره. فبعض الرواة قدم في هذه الرواية و أخر.

على أنه في الهدى قال: وقع في كتاب الترمذي و غيره أن عمه: أي و أبا بكر رضي اللّه تعالى عنه بعث معه بلالا، و هو من الغلط الواضح، فإن بلالا إذ ذاك لعله لم يكن موجودا، و إن كان فلم يكن مع عمه و لا مع أبي بكر.

و ذكر في الأصل أن في هذه الرواية أمورا منكرة حيث قال: قلت ليس في إسناد هذا الحديث إلا من خرّج له في الصحيح، و مع ذلك: أي مع صحة سنده، ففي متنه نكارة: أي أمور منكرة: و هي إرسال أبي بكر مع النبي (صلى اللّه عليه و سلم) بلالا، فإن بلالا لم ينقل لأبي بكر إلا بعد هذه السفرة بأكثر من ثلاثين عاما، و لأن أبا بكر لم يبلغ العشر سنين حينئذ، لأنه (صلى اللّه عليه و سلم) أسن منه بأزيد من عامين بقليل: أي بشهر. و لا ينافي ما يأتي: و تقدم أن سنه (صلى اللّه عليه و سلم) حينئذ تسع سنين على الراجح أي فيكون سن أبي بكر نحو سبع سنين و كان بلال أصغر من أبي بكر رضي اللّه عنهما، فلا يتجه هذا بحال: أي لأن أبا بكر حينئذ لم يكن أهلا للإرسال عادة، و كذا بلال لم يكن أهلا لأن يرسل.

و كون النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أسن من أبي بكر هو ما عليه الجمهور من أهل العلم بالأخبار و السير و الآثار.

و ما روي أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) سأل أبا بكر فقال له: من الأكبر أنا أو أنت؟ فقال له أبو بكر: أنت أكرم و أكبر و أنا أسن. قيل فيه إنه و هم و إن ذلك إنما يعرف عن عمه‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست