responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 157

لذلك الشخص و قد بلغته دعوته.

و على هذا فمن لم يدرك زمن نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) و لا زمن من قبله من الرسل معذب على الاشراك باللّه بعبادة الأصنام لأنه على فرض أن لا تبلغه دعوة أحد من الرسل السابقين إلى الإيمان باللّه و توحيده، لكنه كان متمكنا من علم ذلك فهو تعذيب بعد بعث الرسل لا قبله.

و حينئذ لا يشكل ما أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «ما بعث اللّه نبيا إلى قوم ثم قبضه إلا جعل بعده فترة يملأ من تلك الفترة جهنم» و لعل المراد المبالغة في الكثرة، و إلا فقد أخرج الشيخان عن أنس عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها و تقول (هل من مزيد) حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيرتد بعضها إلى بعض و تقول قط قط» أي حسبي بعزتك و كرمك، و أما بالنسبة لغير الإيمان و التوحيد من الفروع فلا تعذيب على تلك الفروع، لعدم بعثة رسول إليهم فأهل الفترة و إن كانوا مقرين باللّه إلا أنهم أشركوا بعبادة الأصنام.

فقد حكى اللّه تعالى عنهم: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‌ [الزّمر: الآية 3] و قد جاء النهي عن ذلك على ألسنة الرسل السابقين.

و وجه التفرقة بين الإيمان و التوحيد و غير ذلك: أن الشرائع بالنسبة للإيمان باللّه و توحيده كالشريعة الواحدة لاتفاق جميع الشرائع عليه.

قيل و هو المراد من قوله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً [الشّورى:

الآية 13] فقد قال بعضهم: المراد من الآية استواء الشرائع كلها في أصل التوحيد: أي و من ثم قال في تمام الآية وَ لا تَفَرَّقُوا [آل عمران: الآية 103] فيه و قال: لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‌ قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‌ [الأعراف: الآية 59] و قال‌ وَ إِلى‌ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ‌ [الأعراف: الآية 73] و من ثم قاتل بعض الأنبياء غير قومه على الشرك بعبادة الأصنام، و لو لم يكن الإيمان و التوحيد لازما لهم لم يقاتلهم، بخلاف غيره من الفروع فإن الشرائع فيها مختلفة.

قال بعضهم: سبب اختلاف الشرائع اختلاف الأمم في الاستعداد و القابلية.

و الدليل على أن الأنبياء متفقون على الإيمان و التوحيد ما جاء أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «الأنبياء أولاد علات» أي أصل دينهم واحد و هو التوحيد و إن اختلفت فروع شرائعهم، لأن العلات الضرائر، فأولادهم إخوة من الأب و أماتهم مختلفة. و قد جاء هذا التفسير في نفس الحديث. ففي بعض الروايات «الأنبياء إخوة من علات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد» و به يعلم ما في كلام العلامة ابن حجر الهيتمي حيث ذكر أن الحق الواضح الذي لا غبار عليه أن أهل الفترة جميعهم ناجون، و هم من لم يرسل لهم رسول‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست