responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 148

صان أسراره الختام فلا الف* * * ض ملمّ به و لا الإفضاء

أي و أتت حليمة به جده و الحال أنها فطمته و الحال أنه لحق بها من أجل فطامه، و رده التألم الزائد، وردها له لأجل أنه أحدقت به ملائكة اللّه فظنتهم شياطين، و رأى شدة محبتها له و تعلقها به، و قد حصل لها من الوجد الذي بها لهب تحترق الأحشاء به، و هي ما تحويه الضلوع، و فارقته بعد ردها له كارهة لفراقه و الحال أنه كان مقيما عندها لا تملّ ذلك منه، و قد شق عن قلبه و أخرج من ذلك القلب عند غسله مضغة سوداء ختمت على ذلك القلب يمين الأمين جبريل بخاتم، و الحال أن ذلك القلب الشريف قد أودع من الأسرار الإلهية ما لم تنشره أخبار، لأن تلك الأسرار لا يعلمها إلا اللّه سبحانه و تعالى، حفظ ذلك الختام أسراره التي أودعت فيه، فلا الكسر واقع بذلك الختم و لا الإشاعة واقعة لتلك الأسرار.

أقول: قد علمت أن صدره الشريف شق مرّتين غير هذه المرة: مرّة عند مجي‌ء الوحي، و مرّة عند المعراج: و زاد بعضهم أنه شق عند بلوغه عشر سنين كما في مسلم.

و لما بلغ عمره (صلى اللّه عليه و سلم) عشرين سنة: أي و لعلها هي المعنية بقول صاحب المواهب و روي خامسة و لم تثبت و ستأتي تلك الخامسة عن الدرّ المنثور، و سيأتي ما فيها و اللّه أعلم.

قال: و في المرة التي كان ابن عشر سنين: أي و أشهر قال (صلى اللّه عليه و سلم): «جاءني رجلان، فقال أحدهما لصاحبه أضجعه فأضجعني لحلاوة القفا، ثم شقا بطني فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب، و الآخر يغسل جوفي، ثم شق قلبي فقال أخرج الغل و الحسد منه، فأخرج منه العلقة».

و المتبادر أن أل في العلقة للعهد، و هي العلقة السوداء، التي تقدم أنها حظ الشيطان و أنها مغمزة فهي محل الغلّ و الحسد.

و فيه أنه تقدم أيضا أن تلك العلقة أخرجت و ألقيت قبل هذه المرة و تكرر نبذها مستحيل إلا أن تحمل العلقة على جزء بقي من أجزائها بناء على جواز أنها تجزأت أكثر من جزءين، المعبر عنهما فيما تقدم عن بعض الروايات علقتين سوداوين، إلا أن يقال المراد بقوله فأخرج منه العلقة أي أخرج ما هو كالعلقة: أي شيئا يشبه العلقة كما سيأتي التصريح بذلك في بعض الروايات «فأدخل شيئا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذره عليه أي على شق القلب ليلتحم به ثم نقر إبهامي ثم قال اغد و اسلم».

أقول: لم يذكر في هذه المرة الختم. و ظاهر هذه الرواية أن الصدر التحم‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست