نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 431
ذكرها ابن مندة، و أخرج من طريق الضّحاك بن عثمان، عن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن أمّه، عن عبد اللَّه بن عمر- أنه أتى عمر بن الخطاب فقال: إني قد خطبت بنت نعيم بن النّحّام، و أريد أن تمشي معي فتكلمه لي. فقال عمر: إني أعلم بنعيم منك، إن عنده ابن أخ له يتيما و لم يكن ليتركه، فقال: إن أمّها قد خطبت إليّ. قال عمر: فإن كنت فاعلا فاذهب معك بعمك زيد بن الخطّاب. قال: فذهبا إليه فكلمه، قال: فكأنّما كان نعيم يسمع كلام عمر، فقال: مرحبا بك و أهلا، و ذكر من منزلته و شرفه، ثم قال: إن عندي ابن أخ لي يتيما، و لم أكن لأصل لحوم الناس و أترك لحمي. قال: فقالت أمّها من ناحية البيت: و اللَّه لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، أ تحبس أيّم [1] بني عدي على ابن أخيك سفيه، أو قالت: ضعيف.
ثم خرجت حتى أتت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فأخبرته الخبر، فدعا نعيما، فقصّ عليه كما قال لعبد اللَّه بن عمر، فقال لنعيم: «صل رحمك، و أرض أيّمك و أمّها، فإنّ لهما من أمرهما نصيبا».
قلت: و قد ذكر الزّبير بن بكّار هذه القصّة مختصرة، و لم يذكر قصّة أم عبد اللَّه و لا كلامها و لا الحديث المرفوع، و قال فيه: فقال عمر لنعيم: خطب إليك ابن أخيك فرددته، فقال: إن لي ابن أخ مضعوفا لا يزوّجه الرّجال، فإذا تركت لحمي منها فمن يذبّ عنه؟
و أخرج من طريق عمرو بن مرزوق، عن يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، عن جدته امرأة رافع بن خديج، قالت: أصيب رافع يوم أحد بسهم في سرّته، فأتى النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) فقال: «انزع السّهم»، فقال: «إن شئت نزعت السّهم و القطيفة، و إن شئت نزعت السّهم و تركت القطيفة و شهدت لك يوم القيامة أنّك شهيد». فقال: «انزع السّهم، و اترك القطيفة، و اشهد لي يوم القيامة أنّي شهيد».
قال: ففعل ذلك به، فعاش حياة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و أبي بكر و عمر و عثمان، فلما كان زمن معاوية أو بعده انتقض جرحه فهلك[3].
و أخرجه ابن مندة، عن الباورديّ هكذا. و أخرج الطّبرانيّ من طريق أبي الوليد
[1] الأيم في الأصل التي لا زوج لها، بكرا كانت أو ثيبا، مطلقة كانت أو متوفى عنها. النهاية 1/ 85.