نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 8 صفحه : 409
تقدم نسبها في ترجمة أخيها حرام بن ملحان، و هي أم أنس خادم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، اشتهرت بكنيتها.
و اختلف في اسمها، فقيل سهلة، و قيل رميلة، و قيل رميثة، و قيل مليكة، و قيل الغميصاء أو الرّميصاء تزوّجت مالك بن النضر في الجاهليّة، فولدت أنسا في الجاهليّة، و أسلمت مع السّابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك و خرج إلى الشّام فمات بها، فتزوّجت بعده أبا طلحة، فروينا في مسند أحمد بعلوّ في الغيلانيات، من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابت، و إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك- أن أبا طلحة خطب أم سليم- يعني قبل أن يسلم، فقالت: يا أبا طلحة، أ لست تعلم أن إلهك الّذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى. قلت: أ فلا تستحي تعبد شجرة! إن أسلمت فإنّي لا أريد منك صداقا غيره.
قال: حتى انظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه و أنّ محمدا رسول اللَّه، فقالت: يا أنس، زوّج أبا طلحة، فزوّجها.
و لهذا الحديث طرق متعددة. و قال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثني محمد بن موسى، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إني قد آمنت بهذا الرّجل، و شهدت بأنه رسول اللَّه، فإن تابعتني تزوّجتك. قال: فأنا على ما أنت عليه، فتزوّجته أم سليم، و كان صداقها الإسلام.
و به: خطب أبو طلحة أم سليم- و كانت أم سليم تقول: لا أتزوج حتى يبلغ أنس و يجلس في المجالس، فيقول: جزى اللَّه أمي عنّي خيرا، لقد أحسنت ولايتي. فقال لها أبو طلحة: فقد جلس أنس و تكلم، فتزوّجها.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، حدّثني أنس بن مالك- أن النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) كان يزور أمّ سليم فتتحفه بالشّيء تصنعه له [1].
أخبرنا عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، حدّثنا إسحاق، عن أنس، أنه حدّثهم: لم يكن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) يدخل بيتا غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له. فقال: إني أرحمها، قتل أخوها و أبوها معي.
قلت: و الجواب عن دخوله بيت أم حرام و أختها أنهما كانتا في دار واحدة، و كانت