responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 289

لا، و اللَّه لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما سنح الثعلب سمّته اسما غير الثّعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك و أخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك و الأمانة أخذة أثوب. قال: فقلت، و اضطررت إليها: ويحك! فما أصنع؟ قالت: قلّبي ثيابك ظهورها لبطونها، و تدحرجي ظهرك لبطنك، و قلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيّجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ و بال، فقالت: أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء [1] ضخم فداراه حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، و كان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسّيف، فأصابت ظبته طائفة من فروتيه، فقال: ألقي إليّ ابنة أخي يادفار [2]، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت.

فمضيت إلى أخت لي ناكح‌ [3] في بني شيبان أبتغي الصّحابة إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال: و أبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي: من هو؟ فقال: هو حريث بن حسان الشّيبانيّ وافد بكر بن وائل. فقالت أختي: الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض و بصرها ليس معها من قومها رجل. قال: لا ذكرته لها. قالت: و أنا غير ذاكرة لهذا.

فغدوت و شددت على جمل و سمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، و سألته الصحبة، فقال: نعم و كرامة، و ركابه مناخة عنده.

فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) و هو يصلّي بالنّاس صلاة الغداة قد أقيمت حين شقّ الفجر و النّجوم شابكة في السّماء، و الرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال و أنا امرأة حديثة عهد بالجاهليّة، فقال لي الرّجل الّذي يليني من الصّف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا، بل امرأة، فقال: إنك كدت تفتنيني فصلّي وراءك في النّساء، فإذا صفّ من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.


[1] الحواء: بيوت مجتمعة من النّاس على ماء، و وألنا أي لجأنا. اللسان 2/ 1063.

[2] أي يا منتنة. اللسان 2/ 1393.

[3] أي ذات نكاح يعني متزوّجة. اللسان 6/ 4537.

نام کتاب : الإصابة في تمييز الصحابة نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 8  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست