responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اسد الغابه - ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 6  صفحه : 82
عائشة أم المؤمنين قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة، النوم، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق [1] الصبح» ... وذكر الحديث، قال- يعني جبريل، عليه السلام-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: [1]) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي: فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل [2] ، وتكسب المعدوم [3] وتقري [4] الضيف، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العبراني، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ياليتنى فيها جذعا [5] ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك [6] . أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس، عن ابن إسحاق قال: وكانت خديجة أول من آمن باللَّه ورسوله، وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنها [7] .
قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حدث، عن خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابن عم، هل تسطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟
قال: نعم. فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قد جاءني. فقالت: أتراه الآن؟ قال: نعم. قالت: اجلس على شقي الأيسر. فجلس، فقالت:
هل تراه الآن؟ قال: نعم. قالت: فاجلس على شقي الأيمن. فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟
قال: نعم. قالت فتحول فاجلس في حجري. فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فقالت: هل

[1] أي: ضوؤه وإنارته.
[2] الكل: الثقل من كل ما يتكلف.
[3] أي: تعطى الناس الشيء المعدوم عندهم، وتوصله إليهم.
[4] أي: تطعمه.
[5] الجذع: الشاب، يقول: ياليتنى كنت شابا عند ظهور النبوة، حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها.
[6] البخاري، بده الوحي: 1/ 3- 4.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 240.
نام کتاب : اسد الغابه - ط الفكر نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 6  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست