نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 90
فلما فتحت مكة و استسلمت قريش عرفت العرب أنها لا طاقة لها بحرب رسول اللّه و لا عداوته، فدخلوا في الدين أفواجا [1].
بل إنه «صلى اللّه عليه و آله» حينما كان يعرض دعوته على القبائل كانوا يردون عليه أقبح الرد، و يقولون: أسرتك و عشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك [2].
و هذا يدل على أن الخوف من قريش لم يكن هو الدافع الوحيد للامتناع عن الدخول في الإسلام، لا سيما و أن الكثيرين من العرب كانوا بعيدين عن مكة، و لا يخشون سطوتها.
و نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها، و هي أن تحرك النبي «صلى اللّه عليه و آله» و عرض دين اللّه على القبائل، و هجراته المتعددة في سبيله ليعتبر إدانة للمنطق القائل: إن على صاحب الدعوة: أن يجلس في بيته، و لا يتحرك، و على الناس أن يقصدوه و يسألوه عما يهمهم، و يحتاجون إليه.
بنو عامر بن صعصعة، و نصرة النبي صلّى اللّه عليه و آله:
و نشير هنا إلى واقعة هامة، حدثت في خلال عرض النبي «صلى اللّه عليه و آله» دعوته على القبائل، و هي:
أن رسول «صلى اللّه عليه و آله» قد أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى اللّه، و عرض عليهم دعوته فقال لهم رجل منهم، اسمه: «بيحرة بن فراس» : و اللّه، لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب.