و ثالثة تقول: إنه كان يحزن لاتخاذهم آلهة من دون اللّه فَلاٰ يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنّٰا نَعْلَمُ مٰا يُسِرُّونَ وَ مٰا يُعْلِنُونَ [2]. و هكذا سائر الآيات، كما لا يخفى على من لاحظها.
فالآيات على حد قوله تعالى: فَلاٰ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰاتٍ [3]فهو حزن حسن منه «صلى اللّه عليه و آله» ، و هو يدل على كمال صفاته، و سجاحة [4]أخلاقه، صلوات اللّه عليه و آله الطاهرين.
أضف إلى كل ما تقدم: أننا لو لم نعرف واقع حزن أبي بكر، فإننا لا يمكن أن نقيسه على حزن النبي المعصوم، بل علينا أن نأخذ بظاهر النهي، و هو التحريم، و لا يعدل عن ظاهره إلا بدليل.
سؤال يحتاج إلى جواب:
و إذا كان أبو بكر يحزن مع ما يرى من الآيات و المعجزات، و لا يصبر لينال أجر الصابرين الموقنين، فكيف تكون حالته لو أراد أن ينام في مكان أمير المؤمنين علي «عليه السلام» في تلك الليلة المهولة؟ ! و هل من الممكن أن لا يضعف و ينهار أمام كيد قريش، و يستسلم لجبروتها في اللحظات العسيرة، و لتنقلب من ثم مجريات الأمور رأسا على عقب؟ .