فكان من الطبيعي أن يتراجعوا عنه، و أن يسرعوا إلى قومهم لإخبارهم بما جرى ليتدبروا الأمر قبل فوات الأوان.
و هكذا كان فقد هبت قريش لتدارك الموقف.
قريش في طلب النبي صلّى اللّه عليه و آله:
فأذكت قريش العيون، و ركبوا في طلب النبي «صلى اللّه عليه و آله» الصعب و الذلول، و اقتفوا أثره، حتى وصل القائف [2]إلى نقطة لحوق أبي بكر به، فأخبرهم أن من يطلبونه صار معه هنا رجل آخر.
و استمروا يقتفون الأثر حتى وصلوا إلى باب الغار، الذي كان مغطى بأغصان الشجرة. . فصرفهم اللّه عنه؛ حيث كانت العنكبوت قد نسجت على باب الغار، و باضت في مدخله حمامة وحشية، كما يذكرون، و غير ذلك فاستدلوا من ذلك على أن الغار مهجور، لم يدخله أحد، و إلا لتخّرق النسج، و تكسّر البيض، و لم تستقر الحمامة الوحشية على بابه [3].