responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 174

ماذا عن الهجرة إلى المدينة؟

لقد أمر رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» أصحابه بالهجرة إلى المدينة، تمهيدا لخروجه هو «صلى اللّه عليه و آله» إليها أيضا، و قال لهم: إن اللّه عز و جل قد جعل لكم إخوانا و دارا تأمنون بها، فهاجر إليها المسلمون، بعضهم سرا، و بعضهم علانية، مضحين بوطنهم، و بعلاقاتهم، و كثير منهم بثرواتهم، و مكانتهم الاجتماعية و كل شيء؛ في سبيل دينهم، و عقيدتهم.

و هذا معناه: أن الدين و العقيدة فوق و أغلى من كل شيء؛ فالوطن، و المال، و الجاه، و كل شيء لا قيمة له، إذا كان الدين مهددا بالخطر؛ لأن الحفاظ على الدين الصحيح، معناه الحفاظ على الوطن و المال و كل شيء، و بدونه يكون كل شيء في معرض الزوال، إن لم يكن عبئا، أو فقل: خطرا يتهدد هذا الإنسان في كثير من الظروف و الأحوال.

قريش و الهجرة:

و قد قدمنا بعض الكلام حول الهجرة، و موقف قريش منها حين الكلام على هجرة الحبشة فلا نعيد، و إذا كانت قريش قد قاومت الهجرة إلى الحبشة بذلك الشكل القوي، حتى لقد حاولت استرجاع المسلمين من أرض الحبشة، فماذا عساها يكون موقفها من الهجرة إلى المدينة، و التي ترى فيها أعظم الخطر على مصالحها، و على وجودها و مستقبلها؟ ! .

لقد حاولت أن تمنع المسلمين من الهجرة بمختلف الوسائل، فكانت تحبس من تظفر به منهم، و تفتنه عن دينه، و تمارس ضده مختلف أساليب القهر و القسوة، فلم تنجح و لم تفلح و هي من الجهة الأخرى ترى نفسها عاجزة عن التصفية الجسدية لأكثر المسلمين؛ لأن المهاجرين كانوا-عموما-من القبائل

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست