responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 160

فإرادة الإنسان حرة طليقة، و لكن اللّه يسدد و يلهم و يؤيد من تستهدفه تلك الإرادة بالشر و الأذى.

و بعد كل ما تقدم يتضح: أنه كان لا بد للنبي الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» ، و لمن معه من المسلمين من الخروج من مكة إلى مكان أمن و سلام لا يشعرون فيه بأي ضغط، يملكون فيه حرية الحركة، و حرية الكلمة، و حرية التخطيط لبناء مجتمع إسلامي يكون فيه النبي «صلى اللّه عليه و آله» قادرا على القيام بنشر دعوته، و إبلاغ رسالته، على النحو الأفضل و الأكمل.

سر اختيار المدينة:

و أما عن سر اختيار النبي «صلى اللّه عليه و آله» -الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى-للمدينة بالذات دارا لهجرته، و منطلقا لدعوته، دون غيرها كالحبشة مثلا؛ فذلك يرجع إلى عدة عوامل، نذكر منها ما يلي:

1-إن مكة كانت-كما قدمنا-تتمتع بمكانة خاصة في نفوس الناس، و بدون السيطرة عليها، و القضاء على نفوذها الوثني، و استبداله بالنفوذ الإسلامي؛ فإن الدعوة تعتبر فاشلة، و كل الجهود تبقى بدون جدوى؛ فإن الدعوة كانت بحاجة إلى مكة، بنفس القدر الذي كانت مكة بحاجة فيه إلى الدعوة.

فلا بد من اختيار مكان قريب منها، يمكن أن يمارس منه عليها رقابة، و نوعا من الضغط السياسي و الاقتصادي، و حتى العسكري إن لزم الأمر في الوقت المناسب، حينما لا بد له من أن يفرض سلطته عليها.

و المدينة، هي ذلك الموقع الذي تتوفر فيه مقومات هذا الضغط، فهي تستطيع مضايقة مكة اقتصاديا؛ لوقوعها على طريق القوافل التجارية المكية، و قريش تعيش على التجارة بالدرجة الأولى.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست