نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 156
دوافع الهجرة من مكة إلى المدينة:
إننا بالنسبة لدوافع الهجرة من مكة إلى المدينة يمكننا الإشارة إلى ما يلي: أولا: إن مكة لم تعد أرضا صالحة للدعوة، فقد حصل النبي «صلى اللّه عليه و آله» منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه، و لم يبق بعد أي أمل في دخول فئات جديدة في الدين الجديد، في المستقبل القريب على الأقل.
و قد كان ثمة مبرر لتحمل الأذى و المصاعب، حينما كان يؤمل أن تدخل في الإسلام جماعات تقويه، و تشد من أزره.
أما بعد أن أعطت مكة كل ما لديها فأخرجت جماعات من شبان المؤمنين، و من المستضعفين، و لم يبق فيها إلا ما يوجب الصد عن سبيل اللّه، و يضع الحواجز و العراقيل الكثيرة أمام تقدم هذا الدين، و يمنع من انتشاره و اتساعه؛ فإن البقاء في مكة ليس فقط لا مبرر له، بل هو خيانة للدعوة الإسلامية، و مساعدة على حربها، و القضاء عليها، و لا سيما بعد أن جندت قريش كل طاقاتها للصد عن سبيل اللّه، و إطفاء نوره، و يأبى اللّه إلا أن يتم نوره و لو كره المشركون.
نعم، لقد كان لا بد من الانتقال إلى مركز آخر، تضمن الدعوة فيه لنفسها حرية الحركة، في القول و العمل، بهدوء بال، و اطمئنان خاطر، بعيدا عن ضغوط المشركين، و في منأى عن مناطق سيطرتهم و نفوذهم.
و قد رأينا: أنهم كانوا يلاحقون تحركات النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، و يرصدونها بدقة، و يتهددون، بل و يعذّبون كل من يدخل في هذا الدين الجديد، و يخيفون كل من يحتمل دخولهم فيه.
ثانيا: إن الإسلام و ممثله و داعيته الرسول الأكرم «صلى اللّه عليه و آله»
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 156