نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 110
ثم ما ظهر له من الآيات و البراهين، حين ولادته، و بعدها، و كونه ابن الذبيحين، الأمر الذي جعل له قدسية خاصة في نفوس الناس.
نعم، إن كل ذلك قد وضع قريشا، و سائر الناس أمام الأمر الواقع، فكان كل من يحاول تكذيبه «صلى اللّه عليه و آله» يجد نفسه أمام صراع داخلي، و وجداني؛ لأن وجدانه و ضميره كان يقول له:
أنت الكاذب الحقيقي، و هو الصادق الأمين، و هو محل الثقة المطلقة، و أنت مظنة الخيانة، و هو صاحب الرأي و التدبير، و العقل الكبير، و أنت القاصر المقصر في ذلك، و هكذا الحال في سائر صفاته الغر، و أخلاقه الفضلى.
3-و قد عزز ذلك و قوّاه: أن كل أحد كان يعرف أميته «صلى اللّه عليه و آله» [1]، و أنه لم يتلق العلم و المعرفة من أحد، و ها هو لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يدعي المعرفة بجزء مما جاء به، فضلا عن بيئته المتناهية في الجهل و الضياع، فلم يكن ثمة مجال للارتياب في صدقه، و صحة دعوته، إلا من مكابر، لا يرى إلا نفسه، و لا يفكر إلا فيها.
و حتى لو كان قارئا، فماذا عساه يجد في كتب السابقين، و هل يمكن أن يقاس ذلك بما جاء به «صلى اللّه عليه و آله» من المعارف العالية، و التشريعات المعجزة، بلسان القرآن، الذي يعجز الجن و الإنس عن أن
[1] لنا بحث حول المراد من كونه «صلى اللّه عليه و آله» أميا. . و أن المراد أنه أمي بحسب معرفة الناس به، و لكنه كان قارئا و كاتبا بالإعجاز الذي فاجأهم و بهرهم، راجع: مختصر مفيد ج 1 ص 10.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 110