لَقَدْ بَلغت معاقَرةُ الخمر من الرواج
في الحياة العربية الجاهلية بحيث اصبحت لفظة « التجارة » تعادل في عرفهم بيع
الخمور ، والاتجاربها.
ولقد كانت الأخلاق تفسَر عند العرب
الجاهلية بنحو آخر عجيب ، فانهم مثلا كانوا يمدحون الشجاعة والمروءة والغيرة ، ولكنهم
كانوا يقصدون من « الشجاعة » القدرة على الإغارة وسفك الدماء ، وكثرة عدد القتلى
في الحروب!!
كما أن الغيرة كانت تعني عندهم وأد
البنات حتّى أن هذا العمل الوحشيّ كان يُعدّ عندهم من أعلى مظاهر الغيرة ، وكانوا
يرون الوفاء والوحدة في نصرة الحليف حقاً أو باطلا ، وهكذا فان اكثر القصص التي
نُقِلَت عن شجاعتهم وشَغَفهم بالحرية كانت الشجاعة والشغف بالحرية فيها تتلخص
وتتجسَّد في الاغارة والانتقام.
انهم كانوا يعشقون ـ في حياتهم ـ المرأة
والخمرة والحرب ليس غير.
النزوع إلى الخرافة والاساطير في المجتمع الجاهلي :
ولقد بَيَّنَ القرآنُ الكريمُ اهدافُ
البعثة المحمَّدية المقدسة بعبارات موجزة ، وممّا يلفت النظر ـ اكثر من أيّ شيء ـ
ما ذكرهُ تعالى في الكتاب العزيز حول أهم هذه الاهداف والغايات العليا إذ قال : « وَيَضَعُ عنهُمْ
إصْرَهُمْ والأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ »
[٢].
١ ـ تفسير مفاتيح
الغيب : ج ٢ ، ص ٢٦٢ ، طبعة مصر : ١٣٠٥.
٢ ـ الأعراف : ١٥٧.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 67