كانت الأوس والخزرج قد اتفقتا على أن
تملّك عبد اللّه بن ابي بن سلول ( رئيس المنافقين وكبيرهم ) عليهم ، وذلك قبل أن
تبايع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
في العقبة وتؤمن به وتعتنق الإسلام ولكن هذا القرار اُلغي بعد اتصال الأوس والخزرج
برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
من هنا حنق عبد اللّه بن أبي على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
واضمر له العداوة منذ ذلك الحين ، ولم يؤمن برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى آخر
حياته ، بل كان ينافق باسلامه.
ولما دخل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة
وشاهد عبد اللّه بن اُبي ذلك الاستقبال والترحيب العظيمين لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذي قام
بهما الأوس والخزرج ، شق عليه ذلك جداً ، ولم يستطع اخفاء حنقه وغضبه ، وحده
وعداوته للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم!
فعندما انتهى صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عبد
اللّه بن اُبي ـ وقد أرخى صلىاللهعليهوآلهوسلم
زمام ناقته لتبرك حيث تريد ، أخذ عبدُ اللّه كمّه ووضعه على أنفه ، وقد ثارت
الغبرةُ بسبب الزحام وقال للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بنبرة اَلحانِق الغاضب : يا هذا إذهب إلى الّذين غرَّوك وخدعوك وأتوا بك ، فانزل
عليهم ، ولاتُغشنا في ديارنا!!
فقام سعدُ بن عبادة ـ وقد خشي أن يسوء
رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
هذا الموقف الوقِح الشِرير فقال : يا رسول اللّه لا يعرض في قلبك من قول هذا شيء ،
فإنّا كنّا اجتمعنا على ان نملِّكهُ علينا ، وهو يرى الآن أنّك قد سَلَبتهُ أمراً
قد كان أشرفَ عليه [٢].
١ ـ تاريخ الخميس :
ج ١ ، ص ٣٤١.
٢ ـ بحار الأنوار :
ج ١٩ ، ص ١٠٨.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 623