نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 577
غير أن ابن هشام يرى بأنهم ظفروا بنفرين
هما : « سعد بن عبادة » و « المنذر بن عمر » ، وكان كلاهما من النقباء الاثني عشر.
وأما « المنذر » فاستطاع أن يخلّص نفسه
منهم.
وأما « سعد » فقد أخذوه ، وربطوا يديه
إلى عنقه بنسع رَحله ، ثم أقبلوا به حتّى أدخلوه مكة يضربونه ، ويجذبونه بجمّته [١] وكان ذا شعر كثير.
يقول سعد :
فواللّه إنّي لفي أيديهم إذ طلع عليّ
نفرٌ من قريش فيهم رجلٌ وضيء أبيض ، طويل القامة ، فقلت في نفسي : إن يكُ عندَ أحد
من القوم خير فعند هذا.
قال : فلما دنى منّي رفع يده فلكمني
لكمةً شديدةً.
فقلتُ في نفسي : لا واللّه ، ما عندهم
بعد هذا من خير.
قال : فواللّه إنّي لفي أيديهم يسحبونني
إذ رقّ عليَّ رجلٌ كان معهم : فقال : ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوارٌ ولا
عهدٌ؟
قلت : بلى كنتُ اُجير لجير بن مُطعِم بن
عدي تجارةً ، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي.
فذهب ذلك الرجلُ إلى مُطعِم وأخبره بما
فيه سعد بن عبادة من الحال ، وأنه أخبره بأنه كان يجير لمطعم تجارة فقال مُطعِم :
صدق واللّه إنه كان ليجير لنا تجارة ، ويمنعهم أن يُظلموا ببلدة ثم أسرع إلى سعد
وخلّصه من أيديهم.
وكان رفقاء سعد من المسلمين قد علموا
بوقوعه في أيدي قريش في أثناء الطريق إلى المدينة ، فعزموا على أن يعودوا إلى مكة
ويخلّصوه من أيدي المشركين ، وبينما هم كذلك إذ بدى لهم « سعد » من بعيد ، وأخبرهم
بما جرى عليه [٢].
تأثير الإسلام ونفوذه المعنوي :
يصرُ المستشرقون على أن انتشار الإسلام
ونفوذه في المجتمعات ثمّ بواسطة
١ ـ مجتمع شعر
الرأس.
٢ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ٤٤٩ و ٤٥٠.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 577