٢ ـ إن هذا الجثمان الّذي فارقته الروح هو جثمان عمّي العطوف الّذي
شُرّدَ هو وذووه ، وعرَّض نفسَه وأهلَه للبَلاء والمحنَة بسبب الحصار لأجلي ، وأمر
بأن يحرسونني ليلَ نهار ، تاركاً زعامته وسيادته ، وكلّ شؤُونه للحفاظ عليَّ
والإبقاء على رسالتي وأرسل إلى قريش رسالةً قويةً أعلنَ فيها عن وُقُوفه إلى جانبي
وانه لن يسلمني ويخذلني مادام حيّاً إذ قال :
بعد أن تحقق موت « ابي طالب » ارتفع
الصراخ والنحيب من منازله وبيوته ، واجتمع حول بيته العدوُّ والصديقُ ، والقريبُ
والبعيد ، واشترك الجميعُ في مراسيم دفنه بقلوب آلمتها الفجيعة به ، وقرّحها
الحزنُ عليه.
وهل ترى تنتهي آثار وردود فعل وفاة
شخصية عظيمة الشأن مثل « ابي طالب » الّذي كان زعيم قريش ، وسيد عشيرته بمثل هذه
السرعة ، والبساطة؟
كلا بل سيكون لفقدانه اكبر الأثر على
مسيرة الدعوة كما ستعرف ذلك مستقبلا.
نماذج من مشاعر أبي طالب
ان التاريخ البشريّ يحتفظ في صفحاته
بأمثلة كثيرة عن مشاعر تبادَلها
١ ـ مناقب ابن شهر
آشوب : ج ١ ، ص ٦٤ ، الحجّة : ص ٧٠ ، بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ١ ـ ١٩.
٢ ـ بحار الأنوار :
ج ١٩ ، ص ٤.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 514