والآن يجب أن نبين مفاد الآيات ولنبدأ
بالآية الاُولى :
انّ الآية الاُولى تذكِّرُ بثلاثة اُمور
هي :
١ ـ انَّ الأنبياء والرسل يتمنون.
٢ ـ انَّ الشيطانَ يتدخّل في تمنياتهم.
٣ ـ انّ اللّه يمحي آثار ذلك التدخّل.
وبتوضيح هذه النقاط الثلاث يتضح مفاد
الآية والمراد منها.
واليك توضيح تلكم النقاط الثلاث :
١ ـ ما هو المقصود من تمني الانبياء والرُسل
لقد كان الأنبياء والرسل يحبّون هداية
اُممهم ، ونشر دينهم وتعاليمهم فيها ، وكانوا يدبّرون اُموراً ويخطّطون خططاً
لتحقيق أهدافهم هذه ، كما كانوا يتحملون في هذا السبيل كل المتاعب والمصاعب ،
ويثبتون في جميع المشكلات والمحن.
ولم يكن رسول الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم مستثنى عن
هذه القاعدة ، فقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم
يخطط لتحقيق أهدافه كثيراً ، ويهيّئ مقدمات ويبيّن القرآن هذه الحقيقة بقوله : « وَما أرْسَلْنا مِنْ
رَسُول وَلا نبيّ إلاّ إذا تَمَنّى ».
فاتّضح إلى هنا المراد من لفظ تمنّى
ولنشرح الآن النقطة الثانية.
٢ ـ ما هو المقصود من تدخّل الشيطان؟
إن تدخُّل الشيطان يمكن أن يتم على
نحوين :
١ ـ أن يوجد الشك والترديد في عزم
الانبياء ، ويوحي إليهم بأنَّ هناك
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 495