نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 482
المستوى المطلوب ،
فقد كانت تلك المؤامرات تفشل في كل مرة ، ولا يجني المشركون منها سوى الخيبة
والفشل ، وسوى النتائج المعكوسة في أغلب الأحايين.
فقد مارسوا الدعاية ضد رسول اللّه فترة
من الزمن ولكن لم يحالفهم التوفيقُ الكاملُ في ذلك ، فقد وجدوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اكثر ثباتاً
واستقامة في طريقه وأشدّ إصراراً على هدفه ، وكانوا يرون باُم أعينهم بأن عقيدة
التوحيد في انتشار مستمر ومتزايد ، يوماً بعد يوم.
ولهذا قرَّر سادة قريش وزعماء « مكة »
المشركون أن يمنعوا الناس عن سماع القرآن. ولكي تتحقق خطتهم هذه وتلبس ثوب الوجود
بَثّوا جواسيسهم في كل انحاء مكة ومداخلها ليمنعوا من يفدُ اليها للحج أوالتجارة
من الاتصال بمحمَّد ، ومنعه بكل صورة ممكنة ، عن الاستماع إلى القرآن ، وأعلن
مناديهم ما ذكره القرآن عند قوله تعالى : « وَقالَ الَّذينَ كَفرُوا لا تَسْمعُوا لِهذا
الْقُرآن والْغوا فِيْه لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ »
[١].
لقد كان القرآن اقوى أسلحة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد القى
رعباً عجيباً في نفوس الاعداء واقضّ مضاجعهم.
وكان اشراف قريش وأسيادها يرون باُم
أعينهم كيف أنَّ اعدى أعداء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
( وهو أبو جهل ) عندما مشى إليه ليستهزئ به ، ويسخر منه ، ما ان سمع آيات من
القرآن ، إلاّ وفقد السيطرة على نفسه ، ولان قلبه ، وأصبح من أصحابه ومؤيديه
الأقوياء ، ولهذا لم يكن أمام اُولئك الاسياد إلا أن يمنعوا من سماع القرآن منعاً
باتا ، ويحرموا التحدث إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
تحريماً قاطعاً [٢].
ولهذا كان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع
من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعض ما يتلوه من القرآن وهو يصلي استرق السمع دونهم فرقاً منهم ، فان رأى أنهم قد
عرفوا أنه يستمع منه ذهبَ خشيةَ أذاهُم فلم يستمع [٣].
١ ـ فصّلت : ٢٦.
٢ و ٣ ـ السيرة
النبوية : ج ١ ، ص ٣١٣ و ٣١٤.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 482