وقد كانت هذه الخُطة حمقاء جداً إلى
درجة أنها لم تدم إلاّ عدة ايام لا اكثر حتّى أن قريشاً سأمت من أحاديث « النضر »
وسرعان ما تفرّقت عنه.
وقدنزل في هذا الشأن آيات هي : « وَقالُوا أساطيرُ
الأَوَّليْنَ اكتتبها فهي تمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأصِيْلا * قُلْ أَنْزلَهُ
الَّذيْ يعْلَمُ السِّرّ في السَماواتِ وَالأَرْضِ إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحيماً
» [٢].
* * *
تحججات صبيانيّة وجاهليّة :
وربما جسَّدوا معارضتهم للدعوة
المحمَّدية في صورة تحججات ومجادلات جاهليّة ومآخذ سخيفة اخذوها على رسول اللّه
ورسالته ، تنم عن تكبر وجهل ، وعناد ولجاج طبعوا عليه.
وها نحن نذكر ابرزها :
أ ـ لماذا لم ينزل القرآن على ثريّ من
اثرياء مكة أو الطائف؟!
قال تعالى حاكيا قولهم : « لَولا نُزِّلَ هذا
الْقُرانُ عَلى رَجُل مِنَ الْقَريَتَيْنِ عَظِيْم
» [٣].
ب ـ لماذا لم يرسل اليهم ملائكة ولماذا
هو بشر؟!
قال تعالى عنهم : « وَمَا مَنَعَ النَّاسَ
أن يُؤْمِنُوا إذْ جاءهُمْ الهُدى إلاّ أَنْ قالُوا أبعَثَ اللّه بَشَراً
١ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ٣٠٠ و ٣٥٨.
٢ ـ الفُرقان : ٥ و
٦.
٣ ـ الزخرف : ٣١.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 474