وتحدّث الاناجيلُ الحاضرة هي الاُخرى عن
ان المسيح عليهالسلام
عندما وعظ اليهود قالوا : إنّ فيه شيطاناً ، فهو يهذي فلماذا تسمعون إليه؟! [٢].
ومن المسلّم والبديهي أنَّ قريشاً لو
كان في مقدورها أن تتهم رسولَ اللّه الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم
بغير هذا الاتهام وتنسب إليه غير هذه النسبة لما تأخرت عن ذلك ، ولكن حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المشرقة
خلال الاربعين سنة الماضية ، وسوابقه اللامعة في المجتمع المكيّ وغير المكي كانت
تحول دون أن ينسبوا إليه شيئاً من تلك النسب القبيحة ، الذميمة.
لقد كانت « قريش » مستعدة لأن تستخدم أي
شيء ـ مهما صغر ـ ضد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فمثلا عند ما وجده أعداء الرسالة يجلس
إلى غلام مسيحيّ يدعى « جبر » عند المروة ، انطلقوا يستخدمون هذا الأمر ضدّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فوراً
فقالوا : واللّه ما يُعلِّمُ محمَّداً كثيراً ممّا يأتي به الا « جبر » النصراني.