ويقول ابن الاثير : وكان مسيرهم ( إلى
الحبشة ) في رجب سنة خمس من النبوة وهي السنة الثانية من اظهار الدعوة فاقاموا
شعبان وشهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس من النبوة ، وكان سبب قدومهم إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انه بلغهم
ان قريشاً اسلمت فعاد منهم قومٌ وتخلّف قومٌ [٣].
هذا ويمكن للقارئ الكريم أن يقف على
تفاصيل هذا القسم في السيرة النبويّة لابن هشام [٤].
قريش توفد رجالا لاسترداد المسلمين :
عندما بلغ قريشاً وزعماء « مكة » ما
أصبح فيه المسلمون المهاجرون من أمن وحرية ، وما حصلوا عليه من حسن الجوار
والطمأنينة والراحة في أرض الحبشة ثارت ثائرة الحسد والغيظ في قلوبهم ، وتوجسوا
خيفة من نفوذ المسلمين في الحبشة لأن أرض الحبشة قد أصبحت قاعدة قوية للمسلمين ،
وكانت الزعامةُ المكيةُ تتخوفُ من أن يجد أنصارُ الإسلام واتباعُه منفذاً إلى بلاط
النجاشي زعيم الاحباش وملِكهم ، ويُميلّوا قلبَه نحو الإسلام ، ويكسبوا تاييده
للمسلمين ، فيؤول الامر إلى أن يعبّئ جيشاً كبيراً للقضاء على حكومة المشركين
الوثنيين في شبه الجزيرة العربية ، وعندها تكون الكارثة.
فاجتمع أقطابُ « دار الندوة » مرة اُخرى
للتشاور في الأمر ، فأستقرّ رأيهم على أن يبعثوا إلى البلاط الحبشيّ من يقدم إلى
النجاشيّ ووزرائه وقواده هدايا
١ ـ المُغلغلَة :
الرسالة ترسَل من بلد إلى بلد.
٢ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ٣٥١ ـ ٣٥٣.
٣ ـ الكامل في
التاريخ : ج ٢ ، ص ٥٢ و ٥٣.
٤ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ٣٥٤ ـ ٣٦٢.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 454