نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 405
قريش تحاولُ تطميع رسول اللّه!
ولما علمت قريش بأنه لا يمكن ارضاء «
أبي طالب » بخذلان ابن اخيه « محمَّد » ، فهو وإن كان لا يتظاهر بالإسلام ، إلاّ
أنهم يكنُّ لابن أخيه ، وُدّاً عميقاً ، ومحبة كبرى من هنا قرّروا بأنْ يتركوا
مفاضوة ، إلاّ أنهم فكّروا في خطة اخرى وهي أن يُحاولوا إثناء النبيّ عن المضيّ في
دعوته بتطميعه بالمناصب ، والهدايا ، والأموال والفتيات الجميلات ، ولهذا مشوا إلى
بيت « أبي طالب » ودخلوا عليه ومحمَّد جالسٌ إلى جنبه فتكلّم متكلِّمهُمْ وقال :
يا محمَّد انا بعثنا اليك لِنُكلَّمك ، فانا واللّه لا نعلم رجلا من العرب أدخل
على قومك ما ادخلت على قومه لقد شتمت الآباء ، وعيبت الدين ، وسببت الآلهة ، وسفهت
الاحلام ، وفرقت الجماعة ولم يبق امر قبيح الاّ أتيته فيما بيننا وبينك فان كنت
انما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون اكثر مالا ، وان
كنت انما تطلب الشرف فينا فنحن نسوّدك ونشرّفك علينا ، وان كان هذا الّذي ياتيك
تابعاً من الجن قد غلب عليك بذلنا أموالنا في طبك.
فقال ابو طالب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي ابن أخي
ما بال قومك يشكونك ، يزعمون انك تشتم آلهتهم وتقول وتقول؟
فتكلم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : يا
عم أُريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي اليهم بها العجم
الجزية.
ففزعوا لكلمته ، ولقوله فقال القوم كلمة
واحدة : نعم وأبيك عشراً.
قالوا : فما هي ، فقال أبو طالب : وأي
كلمة هي يا ابن أخي؟
قال : « لا اله الاّ اللّه ».
فكان هذا الرد مفاجئة قوية لذلك الفريق
الّذي يأمل في صرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن هدفه ، ولهذا قاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون : « أجعَلَ الآلهة إلهاً
واحداً إن هذا لشيء عجاب » [١].
١ ـ السيرة الحلبية
: ج ١ ، ص ٣٠٣ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٦٥ و ٦٦.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 405