نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 30
أسكن هذا النبيُّ
ولده « اسماعيل » مع اُمه « هاجر » في ارض مكة ، فنشأ اسماعيل هناك ، وتزوج من
القبائل الّتي سكنت على مقربة من تلك المنطقة.
ثم إن إبراهيم عليهالسلام بنى وبأمر من اللّه
تعالى البيت الحرام « الكعبة ».
وتقول بعض الروايات الصحيحة إن الكعبة
بنيت على يد النبيّ نوح عليهالسلام
وأن ابراهيم عليهالسلام
جدّد بناءها.
وهكذا نشأت وبعد هذا تاسست مدينة مكة.
وتتكون نواحي « مكة » من أراض سبخة
شديدة الملوحة بحيث لا تكون قابلة للزراعة اصلا ، حتّى أن بعض المستشرقين يذهب إلى
أنه لا يوجد أية منطقة في العالم في رداءة أوضاعها الجغرافية والمحيطية والطبيعية
مثل هذه المنطقة.
المَدينةُ المنوَّرةُ :
وهي مدينة تقع في شمال مكة وتبعد عنها ب
: ٩٠ فرسخاً تقريباً ، وتحيط بها بساتين ومزارع ونخيل وافرة ، وأرضها أكثر صلاحية
لغرس الاشجار والزرع.
وكانت المدينة المنورة تسمى قبل الإسلام
ب « يثرب » ، وبعد أن هاجر إليها رسول الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم
سُمّيت بمدينة الرسول ، ثم اُطلقت عليها لفظة « المدينة » مجردة تخفيفاً.
ويحدثنا التاريخ أن العمالقة كانوا أول
من سكن هذه الديار ، ثم خلف العمالقة طائفة اليهود ، والأوس والخزرج الذين سُمِّي
المسلمون منهم بالأَنصار في ما بعد.
هذا وقد سلمت الحجاز ـ على عكس سائر
المناطق ـ من طمع الطامعين وغزو الغزاة والفاتحين ، ولم نشاهد فيها أي شيء من آثار
حضارة الامبراطوريتين العظيمتين انذاك قبل الإسلام : الروم والفرس ، وذلك لأنها إذ
كانت تتألَّف من أراض قاحلة مجدبة غير قابلة للسكنى والعيش لم تحظ باهتمام أحد من
اُولئك الفاتحين حتّى يفكر في تسيير العساكر ، وتجييش الجيوش لفتحها ليعود بعد
تحمّل آلاف المشاكل الّتي تستلزمها عملية الاستيلاء على أراضي تلك المنطقة
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 30