أجدبت مكةُ وضواحيها سنة من السنين ،
وقل فيها الماء ، وأصابت الناس أزمة شديدة ، وكان أبو طالب عليهالسلام كثير العيال ، فعزم
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
على أن يساعد عمه أبا طالب ، ويخفف عنه عبء العيال ، فانطلق إلى عمه العباس وقال
له : « إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصابَ الناس ما ترى من هذه الأزمة ،
فانطلق بنا إليه فلنخفّفْ من عياله آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنتَ رَجلا ».
يقول أبو الفرج الاصفهاني المؤرخ
المعروف في هذا الصدد :
١ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٩ وفروع الكافي : ج ٤ ، ص ٢١٧ و ٢١٨ ، والجدير بالذكر أنهم
قالوا عند تجديد بناء الكعبة : « يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها مِن كسبكم
إلاّ طيّبا ، لا يدخلُ فيها مهر بغيّ ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد للناس » (
البداية والنهاية : ج ٢ ، ص ٣٠١ ) ولا شك أنّ هذه من بقايا تعاليم الأنبياء الّتي
بقيت بينهم ولم تمح بالمرة.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 285