نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 230
صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لقد تكَفَّل أبو طالب ـ ولأَسباب خاصة ـ
رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وتقبل تحمُّل هذه المسؤولية بفخر واعتزاز ، ولأنّ أبا طالب ـ مضافاً إلى العلل
المشار إليها ـ كان أخاً لوالد النبي من أُمٍّ واحدة أيضاً [١] كما أنّه كانَ معروفاً بجوده وكرمه ،
ومن هنا أوكلّ « عبد المطلب » أمر كفالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
حفيده ، إليه ، وسوف نقص عليك تدريجاً سطوراً ذهبية من تاريخه ، تمثل شاهد صدق على
خدماته القيمة ، وأياديه الجليلة.
يقولون : إن النبي شارك وهو في العاشرة
من عمره جنباً إلى جنب مع عمّه في حرب من الحروب [٢] وحيث أن هذه الحرب وقعت في الأشهر
الحُرم لذلك سُمّيت بحرب « الفجار » وقد وردت تفاصيل حروب « الفجار » في التاريخ
بشكل مسهَب.
سَفرةٌ إلى الشام :
لقد جرت العادة ان يسافر تجار قريش إلى
الشام كل سنة مرة واحدة.
فعزم « ابو طالب » على أن يشارك في رحلة
قريش السنوية هذه ذات مرة ، وعالج مشكلة ابن اخيه « محمَّد » الّذي ما كان يقدر
على مفارقته بأنه قرر أن يتركه في مكة في حراسة جماعة من الرجال ، ولكنه ساعة
الرحيل واجه من ابن اخيه العزيز ما غيّر بسببه قراره المذكور فقد شاهد « محمَّداً
» وقد اغرورقت عيناه بالدموع لفراق كفيله الحميم « ابي طالب » ، فاحدثت ملامح «
محمَّد » الكئيبة طوفاناً من المشاعر العاطفية في قلب « أبي طالب » بحيث اضطرته
إلى أن يرضى
١ ـ السيرة النبوية
: ج ١ ، ص ١٧٩ ، وامهما هي فاطمة المخزومية.
٢ ـ لقد كتب
اليعقوبي في تاريخه : ج ١ ، ص ١٥ طبعة النجف أنّ أبا طالب لم يشترك في هذه الحرب
قط ، كما لم يسمح لبني هاشم بالمشاركة فيها أيضاً ، لأنه كان ظلماً وعدواناً
وقطيعة رحم واستحلالا للشهر الحرام.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 230