فهذا القول مغالطة صريحة ، ان لم يكن
نابعاً عن الغفلة والجهل بعد ان تبين حقيقة الاحتفال واقامة الذكريات احتفاء
بالمولد النبويّ [٢].
مَراسمُ تسمية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
حلَّ اليومُ السابعُ من الميلاد المبارك
، فعقَّ عبد المطلب عن النبيّ بكبش شكراً للّه تعالى ودعا جماعة ليشتركوا في
الاحتفال الّذي حضرهُ عامة قريش لتسمية النبيّ ، وسمّاه « محمَّداً » ، وعندما
سألوه عما حَمله على أن يسمي هذا الوليد المبارك « محمَّداً » وهو اسم لم يعرفه
العرب الا نادراً أجاب قائلا : أردتُ أن يحمَد في السماء والأَرض [٣].
ومن المسلّم أن هذا الإختيار لم يكن
ليتم من دون دخالة للإلهام الالهي ، لأَن اسم « محمَّد » وإن كان موجوداً عند
العرب إلاّ أنه قَلّ من كان قد تسمى بهذا الإسم ، فحسب ما استقصاه بعضُ المؤرخين
لم يتسَم به إلى ذلك اليوم من العرب الاستة عشر شخصاً كما يقول شاعرهم :
ولا يخفى أن نُدرة المصاديق لأي لفظ من
الالفاظ أو اسم من الأسماء من شأنِها أن تقلّل فرص الاشتباه فيه ، وحيث أن الكتب
السماوية كانت قد أخبرتْ عن إسم النبي الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وصفاته ، وعلائمه الرُوحية والجسمية ، لذلك يجب أن تكون علائمُه صلىاللهعليهوآلهوسلم واضحةً جداً
جداً
١ ـ هوامش الفتح
المجيد.
٢ ـ راجع للتوسّع :
معالم التوحيد في القرآن الكريم.
٣ ـ السيرة الحلبية
: ج ١ ، ص ٧٨ و ٧٩.
٤ ـ بحار الأنوار :
ج ١٦ ، ص ١٢٠ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٧٨ و ٧٩.
٥ ـ السيرةُ الحلبية
: ج ١ ، ص ٨٢ ثمّ يذكر صاحب السيرة اولئك الأشخاص في بيتين آخرين.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 211